وحسب يومية الأحداث المغربية الصادرة غدا الجمعة، فقد نصت وثيقة العمل المشترك على 14 آلية لإسقاط حكومة بنكيران، ستعتمد على عقد لقاءات وطنية تضم جميع القيادات الوطنية، وتوجيه قيادة الحزبين لمقررات تنظيمية لأجهزتها الإقليمية والجهوية.
وحول الموضوع نفسه، كتبت يومية الناس قائلة، "إن شباط صرح بأن الحكومة ظلت تشتغل تحت هيمنة هذا الحزب ورغباته المعلنة في التراجع عن كل المكتسبات الدستورية وتعطيل عمل المؤسسات، واختيار الحلول السهلة للمعضلات الاقتصادية، عبر الزيادة في أثمان المحروقات".
أما إدريس لشكر، فقد عبر من جهته، عن اعتزازه بعودة التحالف المشترك بين الاستقلال والاتحاد، من داخل مقر حزب الاستقلال الشاهد، حسب قوله على المحطات التاريخية في صناعة القرارات الكبرى بين الحزبين تجاه مختلف القضايا المصيرية للبلاد.
وتحت عنوان "شباط ولشكر يعلنان الحرب على بيجيدي" عنونت الصباح مقالها، كاشفة أن "التنسيق السياسي سيبقى محصورا بين حزبي الميزان والوردة، وأما الطرف الثالث في الكتلة في إشارة إلى حزب الكتاب، فاختار طريقا آخر، مؤكدا أن التنسيق مع باقي أطراف أحزاب المعارضة سينحصر على مستوى المؤسسة البرلمانية، وسيتم تدبيره عن طريق رؤساء الفرق"، كما ورد على لسان حميد شباط.
أما يومية العلم، فتحدثت على أن "ميثاق العمل المشترك بين الحزبين جاء لتحرير الشعب المغربي من حكومة "الخوانجية"، مضيفة أن الوثيقة هي مفتاح للأبواب الموصدة ورسالة أمل لمغرب الغد".
الذاكرة السياسية
بينما وقفت جريدة الاتحاد الاشتراكي، على أن الخطوة "نابعة من التاريخ المشترك للحزبين من أجل إنقاذ البلاد، كما نقلت الجريدة مضامين الوثيقة وأوجه التعاون فيها بين الاستقلال والاتحاد الاشتراكي".
قد يكون من المفهوم أن ينسق حزبان في المعارضة من أجل توحيد جهودهما من أجل مواجهة خصم سياسي واحد، هو العدالة والتنمية، لكن ما لا يفهم هو ذلك الاستعمال السطحي للمصطلحات، وبالأخص عند نعت حزب المصباح بالظلامي والرجعي، ولحسن الحظ أن للمغاربة ذاكرة قوية، لذا وجب التذكير أن حزب الاتحاد الاشتراكي وضع يده في يد هذا "الحزب الظلامي" ذات فترة، في حكومة عباس الفاسي، أثناء الانتخابات الجماعية لـ2009 لمقارعة "الوافد الجديد" حينذاك الأصالة والمعاصرة، ووجب التذكير أيضا أن حزب الاستقلال الذي غالبا ما ينطلق من تاريخه لتبرير مواقف حاضره، تحالف مع العدالة والتنمية في بداية تشكيل الأغلبية بعد انتخابات نونبر 2011، وها هما اليوم يصفناه بالظلامي والرجعي.
وسواء تحالف شباط ولشكر أم لا، فبنكيران يعرف جيدا ما ينتظره خلال هذه السنة التشريعية الصعبة، التي ستحتم عليه التحرك على كل الواجهات، بدءا من البيت الداخلي للحزب، ثم الحفاظ على تماسك تحالفه مع الأحرار، فالمعارضة بكل أطيافها.