استقبل هولاند أثناء تقديم واجب العزاء في الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بالرياض في 25 يناير الماضي، الرئيس الفرنسي عبد الفتاح السيسي، في إجتماع مغلق، وعقب انتهاء اللقاء توجه الرئيس الفرنسي بصحبة السيسي لتوجيه التحية لشيخ الأزهر احمد الطيب. لقاء تحدثت عنه الصحافة المصرية قائلة أن هولاند أشاد بدور الأزهر كمنارة للإسلام ونشر الوسطية والاعتدال في العالم، كما أفادت المصادر الصحفية ان الرئيس الفرنسي دعا شيخ الأزهر خلال اللقاء لإيفاد مبعوثين للدراسة في فرنسا، كما دعا الى ايفاد دعاة من الازهر الشريف لنشر القيم السمحة والوسطية للدين الإسلامي الحنيف حسب تعبير الصحافة المصرية.
وحسب مصادرنا فإن اللقاء أعقبه لقاء سري بين الرئيس الفرنسي مرة أخرى وشيخ الازهر أحمد الطيب بالرياض، وذلك أثناء زيارة هولاند للرياض في شهر ماي الماضي، حيث عرض شيخ الأزهر على الرئيس الفرنسي تكوين الأمة الفرنسيين لمحاربة التطرف في فرنسا، تحث غطاء لا تعارض بين الحنفية والمالكية، في نفس السياق انتقل خبراء من الأزهر لعرض مشروعهم في مجلس الشيوخ الفرنسي أواخر شهر ماي الماضي، الاجتماع حضره مسؤولين من المخابرات المصرية وإحدى الدول الخليجية، إضافة الى مفكرين إسلاميين وممثلين عن الجاليات المسلمة بفرنسا، وحسب مصادرنا فإن الاجتماع كان يهدف إلى ضرب الإسلام المالكي الاشعري المعتدل، وتعويضه بأئمة ازهريين متشبعين بالإسلام الاحتجاجي.
وكان اللقاء قد خلف استياء كبير عند بعض أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي وأصدقاء المغرب، كما عارضه بشدة بعض الخبراء المغاربة المدعوين لمناقشته، خصوصا وأن غالبية الجالية الفرنسية المسلمة والفرنسيين المسلمين بنحدرون من بلدان شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، واللذين يتبعون المذهب المالكي الاشعري، الشيء الذي جعل فرنسا مراجعة التفكير في المشروع برمته.
وفي نفس السياق كان أحمد الطيب قد التقى برئيسة الحزب اليميني الفرنسي المتطرف " الجبهة الوطنية الفرنسية"، مارين لوبان يوم الخميس 28 ماي الماضي، بمقر مشيخة الأزهر، اللقاء الذي أعقبه صدور بيان من رئاسة الجمهورية المصرية، المح الى الاتفاق على إجراء تغييرات في مناهج الازهر، زيارة لها اكثر من معنى، خصوصا وأن المرشحون بحزب لوبن اكدوا انهم في حال فوزهم بانتخابات البلديات، فسيكون أول قرار يتخذونه هو منع منح تراخيص لبناء المساجد التي يبلغ عددها في فرنسا 2200 مسجد.