إن التصعيد الإرهابي لجبهة البوليساريو يتجسد يوما بعد يوم. والدليل على ذلك هو اعتقال «مناضلة» في الجبهة بإسبانيا كانت تعد لعمل إرهابي ضد المغرب، مع الإشادة بأعمال من نفس النوع على شبكة الإنترنت.
وتم اعتقال الانفصالية الموالية للبوليساريو في مينوركا، وهي مدينة تقع في جزر البليار حيث كانت تعيش. وذكرت صحيفة دياريو دي مايوركا الإسبانية، يوم الاثنين، أن المرأة متابعة أمام القضاء بتهمة إطلاق دعوات «للجهاد» ضد المغرب عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكدت الصحيفة اليومية، نقلا عن المحكمة الوطنية، وهي أعلى محكمة جنائية في إسبانيا، هذه المتابعة مع الكشف عن التهم الموجهة إلى المتهمة والأدلة التي تؤكد ضلوعها.
وبحسب معطيات التحقيق، فإن هذه المرأة بدت عليها علامات التطرف منذ عدة سنوات، حيث اختلط التطرف الديني بالنزعة الانفصالية.
وأدت عمليات التفتيش التي أجريت في منزلها إلى اكتشاف العديد من التبادلات على تيلغرام وإشارات إلى محاولة الحصول على مواد لاستخدامها في عمليات إرهابية، مثل الأحزمة الناسفة.
كما سلطت السلطات الإسبانية الضوء على صلاتها بنشطاء إرهابيين، وعلى تورط أحد أشقائها، الذي توفي عام 2016، في هجوم ضد المصالح المغربية بالصحراء. وكتبت دياريو دي مايوركا أن المتهمة شاركت أيضا محتوى سمعي بصري متطرف لتحريض أفراد آخرين على المشاركة في أعمال عنف ضد المملكة.
ويأتي هذا التطور غداة الهجوم الإرهابي الذي شنته البوليساريو على مدينة المحبس في جنوب المغرب. حدث ذلك يوم السبت 9 نونبر 2024 واستهدف بشكل خاص احتفالا نظم بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء. وأطلقت عناصر من ميليشيا البوليساريو المسلحة، الخاضعة لأوامر جنرالات الجزائر، ما لا يقل عن أربعة مقذوفات سقطت على مسافة غير بعيدة من موقع الاحتفال. وتم إطلاق النار من أربع مركبات رباعية الدفع قادمة من شرق الجدار الدفاعي. ولحسن الحظ لم يتم تسجيل وقوع أية إصابات. وتم تحييد جميع قادة الهجوم الإرهابي بفضل تدخل القوات المسلحة الملكية التي استعملت طائرة بدون طيار لهذا الغرض.
ويعيد هذا الهجوم إلى الأذهان الهجوم الذي تعرضت له مدينة السمارة ليلة 28 إلى 29 أكتوبر 2023. واستهدف هذا الهجوم حينها الأحياء السكنية في المدينة الواقعة جنوب المغرب، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 آخرين، بينهم اثنان في حالة خطِرة، بالإضافة إلى خسائر مادية.
وفي كلتا الحالتين، تم إخطار بعثة المينورسو. يشار إلى أن جبهة البوليساريو قررت من جانب واحد، يوم 13 نونبر 2020، إنهاء وقف إطلاق النار التي أبرمته عام 1991 مع الأمم المتحدة، معلنة بذلك تصعيدا إجراميا جديدا في المنطقة.