إن ما صرح به ملك البلاد، كان عنوانا لإنجازات المنتخب المغربي في كأس العالم 2023 وهو قرار الترشح المشترك لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال، ويتجلى كذلك في تصنيع أول سيارة مغربية محلية بكفاءة مغربية، كما أن الجدية تتجلى وراء الاعترافات المتوالية بالوحدة الترابية للمملكة.
إن الجدية التي يدعو إليها ملك البلاد في خطابه المؤسس يجب أن تكون أسلوب حياة وحافزا للنبوغ المغربي، وليست شعارا فارغا، بل مفهوما شاملا يشكل عددا من المبادئ الإنسانية من أجل فتح آفاق واسعة من الإصلاحات والمشاريع الكبرى التي يستحقها المغاربة في إطار التلاحم والترابط المقدس بين العرش والشعب.
وفي غمرة الاحتفال بعيد العرش المجيد، واستلهاما لروح الخطاب الملكي الذي كان طاقة محفزة للشباب المغربي حقق المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية تأهلا تاريخيا إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم بأستراليا.
بطلات المغرب تجاوزن دهشة البدايات وآمن أن المستحيل ليس مغربيا، وأنجزن على الميدان ملحمة كروية وصل صداها إلى كل بقاع العالم، حيث تظافرت الإرادة والجدية من أجل رسم لوحة رياضية بمداد العرق والانضباط التكتيكي، إسمها الحلم المغربي.
إن هذا الإنجاز التاريخي لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء نتيجة لعمل جماعي وتأطير تقني وتدبير رياضي عقلاني واستشرافي، وفق رؤية ملكية من أجل الارتقاء بالشباب المغربي في كل الميادين وتطوير كرة القدم والارتقاء بها إلى مصاف العالمية.
وهذا الإنجاز الكروي يعكس مضامين الخطاب الملكي السامي » الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم ».
الجدية تدعو إلى استلهام ثقافة النجاح والانتصار، واستحضار آليات التفكير النقدي والإبداعي، وإشاعة ثقافة الحق والواجب والمسؤولية والمحاسبة وقيم الحكامة والعمل الصادق » النية » والارتقاء والابتكار.
إنها عنوان مرحلة وموعد مع التاريخ وانتصار للقيم السامية وللمصلحة العليا للوطن، إنها روح تتجدد باستمرار من أجل أن يستمر النبوغ المغربي...