في هذا المعرض تكشف مؤسسة أرشيف المغرب أبرز محطّات حياة الراضي منذ دخوله البرلمان خلال ستينيات القرن الماضي إلى لحظة وفاته. ويعرض المعرض مجموعة من الوثائق الخاصّة بحياته الشخصية والعملية والسياسية مثل شهادة الإجازة والماجستير والدكتوراه ووثائق الحزب والدعاية الانتخابية وصُوَره الفوتوغرافية مع ملوك المغرب وقادات الأحزاب والكتاب وباقي عامة الناس. وهي وثائقٌ تُظهر المستوى العلمي لعبد الواحد الراضي والمكانة التي ظلّ يتنزّلها في المغرب الحديث. وقد عمل مدير أرشيف المغرب جامع بيضا على تلبية طلب الراضي قبل رحيله إلى باريس لإجراء عملية جراحية بالغة الخطورة، بعدما منحه كافّة أرشيفاته بمساعدة ابنته، حتّى تستفيد منها الأجيال القادمة وتظلّ ذكراه مُنطبعة في الذاكرة والوجدان.
تُتيح وثائق المعرض بالنسبة للطلبة والباحثين مادة غنيّة وكبيرة لمعرفة سيرة عبد الواحد الراضي التي سبق وأنْ كتبها الباحث حسن نجمي وصدرت في كتاب يُؤرّخ لفتراتٍ مهمّة من تاريخه النضالي والحزبي، سواء داخل البرلمان أو خارجه. كما يُقدم المعرض مادة خصبة للباحثين المنشغلين بالدرس التاريخي المعاصر، بحكم ما يتوفّر عليه هذا الأرشيف من صُوَر ووثائق تُساهم لا محالة في كتابة تاريخ سياسي مركزي للمغرب يُظهر التحولات التي طرأت على المشهد السياسي المغربي خلال هذه الحقبة ومدى تأثيرها على ما نعيشه اليوم من شروخ وأزمات.