مجلة هيسبريس لهذا الأسبوع، خصصت غلافها لقضية الصحراء، عبر روبرتاج تسبر فيه أغوار الانفصاليين، وتسليط الضوء على موضوع "صناعة الانفصاليات".المجلة اقتحمت مقر عمليات قياديات بوليساريو الداخل، وسردت تفاصيل الدور الذي أسند لنساء انفصاليات، وهي خطة ماكرة، تتم عبر استغلال النساء ووضعهن في الصفوف الأولى للمواجهات، وبمجرد أن يتهدد إحداهن بسوء، ينتفض الذكور"لتلبية نداء نجدة النساء".وتضيف هيسبريس أن هذه الخطة في صناعة الانفصاليات تقودها كبيرتهم أميناتو حيدر، التي اتخذ منزلها كمقر لتنظيم اجتماعات كان لها دور أساسي في تأجيج المواجهات الأخيرة.
في الروبورتاج ذاته، تسليط للضوء لبنية المجتمع القبلية، حيث هناك فكر سائد لا يتقبل المثول للتعليمات حتى لو كانت في صالحهم، ففي العيون لا يمثتلون إلا إذا نودي بالعشيرة والقبيلة، وتزداد الأمور اشتعالا إذا كان المنادي أو المستنجد امرأة، تضيف المجلة.
في مجلة مغرب اليوم لهذا الأسبوع، تم التطرق لما وراء مشكل الصحراء، على اعتبار أن الجزائر في الواقع هي خصم المغرب الذي يتنكر في زي بوليساريو، ورمت المجلة الكرة في المعترك الجزائري، وتم النبش في العلاقات الثنائية بين البلدين، والحديث عن "الصحراء الشرقية المغربية المستعمرة من طرف الجزائر".في هذا النبش التاريخي تحدثت المجلة عن أسرار استعمار هذه الأرض، مستغلة سياق تصريحات شباط الأخيرة في فاتح ماي الماضي. وفي تحليلها للقضية، أوردت "مغرب اليوم"، "أن قضية الصحراء الشرقية وخيراتها، هو سر الحرب غير المعلنة طويلة الأمد. التي تخوضها الجزائر ضد المغرب، وستظل تخوضها حتى ولو تو طي ملف الصحراء”.
أما مجلة "الآن"، فعادت لتسلط الضوء على مؤسسة، المفروض منها أن تدلي بدولها بخصوص المستجدات الأخيرة، غير أنها ظلت صامتة حيال ما يجري، إنها الكوركاس، المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، حيث ظلت هذه المؤسسة قطعة مفقودة من لوحة اللعبة، خصوصا رئيسها خليهن ولد الرشيد.المجلة تساءلت أين هو رئيس الكوركاس؟ في ظل وضع يستدعي أن يكون مقر الكوركاس يدب بالحركة، غير أن ولد الرشيد يظل غائبا، إلا في حالة مقدم المبعوث الأممي كريستوفر روس، تضيف المجلة.
ما وراء الصحراء
قضية الصحراء بكل تشعباتها، تستحق فعلا وضع مجهر لمكامن الظل فيها، ولعل هذا التناول الإعلامي المتنوع، قد يساهم في إجلاء الضبابية عن الصورة، من أجل كشف عن ما وراء النزاع المفتعل. ولأن قضية بهذا الحجم، لا يمكن أن تمر على أعين كبار العالم، فوجب ربطها بما يحدث الآن بين الرباط وواشنطن، فآخر المستجدات تفيد بنشاط كبير على مستوى خطوط الهاتف بين المشور السعيد والبيت الأبيض، تمت فيه تبادل الرؤى في قضية الصحراء، ووعود متبادلة بزيارات بين محمد السادس وباراك أوباما.ولعل في هذا التحرك على مستوى العلاقات المغربية الأمريكية، جواب على من قال العكس، وهو رد يتعزز ببعث باتريسيا نيوتن المرأة الأمريكية القوية، كقائمة بأعمال السفارة الأمريكية، لتسد الفراغ الذي تركه رحيل كابلان، وتسد الطريق على من روج فكرة القطيعة بين الرباط وواشنطن.