البداية مع جريدة "المساء" التي نشرت حوارا مع محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكد فيه أنه يتابع بالتفصيل ما يحدث في داخل البيت الاتحادي، وأنه لا شك أن الحزب اختار مسطرة معينة لتنصيب قيادة الحزب، وهي مسطرة المرشحين المتعددين فكل واحد منهم يطرح تصوره حول تطبيق اختيارات الاتحاد الاشتراكي، والتي هي اختيارات للمؤتمر.
ويضيف اليازغي، في حوار استحوذ على الصفحة 20 و21 من اليومية، أن المناضليين الاتحاديين مدعوين إلى تدبير اختلافهم داخل الحزب وإلا فإن مخاطر كثيرة ستلحق بمستقبل الحزب، مخاطر لم يحدد اليازغي سيناريوهاتها "لكن ستكون لها مآلات خطيرة بالتأكيد".
وعن محاولات البحث عن حلول التوافق، التي قادها بعض قياديي الحزب، بعد بروز تيار "الانفتاح والديمقراطية"، قال اليازغي إنه كانت هناك محاولات قام بها عبد الواحد الراضي وعبد الهادي خيرات، لكنها لم تثمر، ليضيف أنه لم يطلب منه القيام بحاولات من هذا القبيل.
وبخصوص موقفه عما يقع داخل البيت الاشتراكي بين قيادة الحزب وتيار أحمد الزايدي، عاد اليازغي ليجدد حياده "التام" بشأن الموضوع "أنا لست متحيزا لأي طرف ضد آخر، ما يؤلموني هو أن لا يستطيع الاتحاديون تجاوز هذا الوضع، لكني لست طرفا في أي نزاع داخل الاتحاد".
وأكد اليازغي أن إيجاد حل وسط بين قيادة الحزب وتيار أحمد الزايدي يتطلب صيغة لتدبير الاختلاف، مضيفا أن المغرب ما يزال محتاجا للاتحاد الاشتراكي، "فهذا الحزب منذ تأسيسه لعب أداورا مهمة في تاريخ المغرب السياسي".
وتعليقا على ما قاله محمد الأشعري القيادي في الاتحاد الاشتراكي على أن الاتحاد استنفذ شروط وجوده، وأن على الاتحاديين ألا يجدوا حرجا في قول ذلك، أكد اليازغي أنه لا يشاطر رأي زميله.
وردا على تحميله مسؤولية ما آل إليه الحزب على اعتبار أنه رعى لشگر وكان محسوبا عليه داخل الحزب وأن الحزب يجني ثمار النموذج الذي خلقه هو نفسه، أكد اليازغي أنه فخور بما قام به داخل الاتحاد، وأنه لم يكن متزعما ولا محتضنا لأي تيار داخل الاتحاد؛ "صحيح أن الاعلام كان يثير هذا الأمر في علاقته مع الصراعات داخل النقابة، لكني أقولها بكل صراحة: أنا لم ابن تيارا داخل الحزب بالمعنى الحلقي الضيق أنا بالعكس كنت ضد الحلقية"، على حد تعبيره.
في سياق متصل، ذكرت يومية "الأحداث المغربية" في عددها الصادر نهاية الأسبوع والاثنين، نقلا عن عبد الهادي خيرات القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تأكيده أن "الحال الذي يعيشه الاتحاد لن يستمر طويلا، فقد اقترب موعد انفجاره، وذلك نظرا لحالة الغليان الداخلية التي يعيشه".
وقال خيرات، الذي كان يتحدث أول أمس (الأربعاء) في ندوة بالرباط، إن الأحزاب السياسية انتهت بالمغرب بما في ذلك الاتحاد الاشتراكي، وهي التي تزكي حالة الاحتقان التي يعيشها المغرب، و"إذا انفجر المجتمع فلن يحتويه لا الاتحاد الاشتراكي ولا حزب غيره، إلا إذا ارتقت الدولة بسياساتها وأسلوبها".
من جهتها، تضيف "أخبار اليوم المغربية"، في عددها الصادر نهاية الأسبوع إلى يوم الثلاثاء، أن انتقادات عبد الهادي خيرات للأحزاب المغربية لم يسلم منها حتى حزبه الاتحاد الاشتراكي، حيث أكد أن هذا الأخير على شفة حفرة من التشتت والانفجار، مضيفا أن انفجار الحزب لن يكون إلا لمصلحة البلاد لأن ما يجري داخل البيت الاشتراكي لم يعد قابلا للاحتمال.
لشگر و"التكالب" و"الكتيبة"
أثار خبر الانشقاق المحتمل في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حفيظة المكتب السياسي للحزب الذي سارع إلى التنديد بما وصفه بـ"المخطط الذي يستهدف الحزب، والذي تستعمل فيها أقلام مأجورة، كأداة منفذة له، حيث تنشر يوميا، إشاعات كاذبة عن أزمة متخيلة في الحزب، لم يسلم منها حتى قادته التاريخيون".
بلاغ للمكتب السياسي المنعقد مساء أمس، اعتبر "أن هذا القدر الكبير من الرداءة والتكالب على حزب وطني، مثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من طرف كتيبة، تنشر بنفس الأسلوب ونفس النهج ونفس التوقيت، يؤكد القيمة الكبرى والموقع الاستراتيجي لحزبنا، في المشهد السياسي والبناء الديمقراطي".