يأتي هذا ضمن مشاركتهما في أشغال ندوة علمية، نظمها حزب جبهة القوى الديمقراطية، تمحورت حول موضوع: "العلاقات المغربية الجزائرية في ضوء الخطب الملكية"، مساء السبت 14 يناير 2023، بمدينة وجدة.
وفي تصريح لـLe360، ندّد المعارض السياسي وليد كبير بمنع السلطات الجزائرية المنتخب الوطني المغربي للمحليين من المشاركة في فعاليات بطولة أمم إفريقيا "الشان"، المقامة بالجزائر، وذلك إثر رفضها الترخيص لرحلة مباشرة للعناصر الوطنية من مطار الرباط سلا إلى مدينة قسنطينة، معتبرا أن هذا السلوك يؤكد مرة أخرى أن النظام الجزائري هو عدو ليس فقط للدولة المغربية، بل وحتى للشعب المغربي.
واستهجن كبير، ضمن التصريح ذاته، ما تلفظ به حفيد الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، في كلمته بحفل افتتاح "الشان"، مشددا على أن ما تفوّه به مانديلا الحفيد هو بإيعاز من العصابة الحاكمة بالجزائر، ومبينا أن هذا إقحام فج للسياسة في الرياضة، وعلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم التحرك ومعاقبة الجزائر على هذا الاستفزاز.
بدوره، أشار الكاتب الجزائري أنور مالك، في تصريح مماثل لميكروفون Le360، أن مشاركته في هذه الندوة والمقامة بوجدة، هي مشاركة ذات طابع خاص، لكون وجدة هي "وجدان ثورة التحرير الجزائرية"، ومعربا عن أسفه وحسرته من مناقشة العلاقات بين المغرب والجزائر، معتبرا أن الأولى هي مناقشة علاقة البلدين بين دول وقارات أخرى، لأن شعبا "المغرب والجزائر هما شعب واحد، وليس اثنين"، حسب مالك.
وهاجم المتحدث ذاته النظام الجزائري، من خلال استفزازاته، ليس فقط للمغرب، بل لشعوب ودول المنطقة برمتها، سواء عبر تغذية الخلافات الداخلية لهذه البلدان، كما يحدث في ليبيا أو تونس، أو من خلال التمكين لسياسات النظام الإيراني في المنطقة، حيث يسعى هذا الأخير إلى نشر التشيع والفتنة في المنطقة، كما فعل سابقا في دول عربية، معربا عن استنكاره لتعنت العصابة الحاكمة بالجزائر ورفضها اليد الممدودة من الملك محمد السادس، والذي أعرب في أكثر من مناسبة عن رغبته في فتح صفحة جديدة مع الجار الشرقي للمغرب، وطي الخلافات السياسية بين البلدين، ومنوها بحرص الملك على الرقي بالعلاقات الثنائية بين الجارين، وكذا بحكمته السياسية.
وأبرز المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، في تصريح لـLe360، أن سياق تنظيم حزبه لهذه الندوة، يأتي في إطار سلسلة الندوات التي يعقدها حزب الزيتونة، مبينا أن ندوة اليوم المنظمة بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، هي السادسة في موضوع علاقات المغرب مع جيرانه، ومعتبرا أن الهدف من هذه الندوات العلمية هو سعي الحزب لفتح نقاش عمومي، حول الأسباب التاريخية والسياسية والثقافية والاقتصادية لأجواء التوتر، التي تطبع علاقات المغرب مع جيرانه، وتوضيح ملابسات معاكسة طموحات المغرب وحقوقه الوطنية والسيادية المشروعة.
وأضاف المسؤول الحزبي أن تنظيم هذه الندوة يأتي أيضا في سياق تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم الأربعاء 11 يناير 2023، معتبرا إياها الذكرى التي يحتفل بها المغاربة، بما ترمز إليه من التحام ونضال للملك والشعب، من أجل تحرير المغرب من المستعمر الفرنسي، وبناء الدولة العصرية الموحدة، التي تليق بالأمة المغربية.
وساهم في تأطير هذه الندوة، كلٌّ من أستاذ القانون الدستوري صبح الله الغازي من المغرب، والكاتبين والإعلاميين البارزين وليد كبير وأنور مالك من الجزائر، وكذا الأمين العام للحزب المصطفى بنعلي، وبحضور أعضاء من المكتب السياسي، والمجلس الوطني للحزب.