وصرح الوزير بوريطة للوكالة بأن الملك محمد السادس دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى زيارة المغرب "للحوار"، بعد أن تعذر ذلك خلال القمة العربية التي تعقد حاليا في الجزائر.
وتأتي هذه الدعوة بعد غياب الملك محمد السادس عن حضور القمة العربية المنعقدة في الجزائر ما بين 1 و2 نونبر الجاري.
وقال بوريطة في تصريحه: "أصدر جلالة الملك تعليماته بإرسال دعوة مفتوحة للرئيس تبون، لأنه لم يكن من الممكن إجراء هذا الحوار في الجزائر".
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين متوترة منذ عقود، وزاد التوتر في الفترة الماضية حد القطيعة الدبلوماسية في غشت الماضي.
وكان الملك محمد السادس قد أعلن في الأيام الأخيرة عن نيته زيارة الجزائر العاصمة، حيث دعاه الرئيس تبون للمشاركة في أعمال القمة العربية، لكن، بحسب رئيس الدبلوماسية المغربية "لم يأت أي تأكيد (من الجانب الجزائري) من خلال القنوات المتاحة" بعد أن استفسر الوفد المغربي في الجزائر عن الترتيبات المخطط لها لاستقبال العاهل المغربي، معربا عن أسفه لعدم وجود "أي رد من خلال القنوات المناسبة".
وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قد أعرب في مقابلة تلفزيونية، عن أسفه يوم الاثنين لما وصفها بـ"الفرصة الضائعة"، في إشارة إلى غياب الملك المغربي عن القمة المنعقدة في الجزائر.
وقال وزير الخارجية الجزائري إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان سيستقبل الملك محمد السادس شخصيا على مدرج مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة. "مثل غيره من رؤساء الدول، كان هذا الاستقبال بمثابة فرصة لإجراء محادثات فردية بين جلالة الملك ورئيس الجمهورية، في قاعة الشرف بالمطار (...) في حميمية هذا التبادل، كان من المقرر [بين محمد السادس وتبون] ما كان يمكن أن يحدث أثناء وجود جلالة ملك المغرب في الجزائر".
لكن، بالنسبة لناصر بوريطة، حسب وكالة فرانس برس: "لا يمكن أن يكون هذا النوع من الاجتماعات مرتجلًا في صالة المطار". كما أكد وزير الخارجية الذي يترأس الوفد المغربي إلى قمة الجامعة العربية، أن "جلالة الملك أعطى توجيهاته بتوجيه دعوة مفتوحة إلى الرئيس تبون، لأن هذا الحوار لا يمكن أن يتم في الجزائر".
إن دعوة الملك محمد السادس إلى الرئيس تبون للحوار في الرباط تتماشى مع سياسة اليد الممدودة التي يتبناها الملك فيما يتعلق بالجزائر. سياسة معروضة بوضوح، كانت موضوع العديد من الخطب الملكية. في خطاب العرش الذي ألقاه في 30 يوليوز 2022، على سبيل المثال، أكد الملك محمد السادس: "نطمح للعمل مع الرئاسة الجزائرية حتى يمكن للمغرب والجزائر العمل يدا بيد لإقامة علاقات طبيعية بين الشعبين الشقيقين".