بينما يسعى النظام الجزائري إلى نشر شعارات فارغة لا معنى لها عشية قمة الجامعة العربية، فإن إعلامه الدعائي يكشف حقيقته. فقد بثت القناة الإخبارية الجزائرية العمومية، التي افتتحها الرئيس تبون، أمس السبت 29 اكتوبر، خريطة للدول الاعضاء في جامعة الدول العربية، فصلت الصحراء عن المملكة المغربية.
فعل يؤكد في حد ذاته الأهداف الحقيقية للطغمة العسكرية الجزائرية، ويقدم دليلا جديدا على تهافت الشعار المفضل لهذه القمة التي تحتضنها الجزائر: "قمة جامعة للدول العربية".
لذلك تجرأت القناة الإخبارية العمومية الجزائرية على هذا الفعل من خلال حجب الحدود الحقيقية للمملكة المغربية على الخريطة الرسمية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وهي الخريطة التي يظهر فيها، مع ذلك، المغرب بأقاليمه الصحراوية.
هذا الأمر كان موضوع تحذيرات صارمة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، التي توقعت مثل هذه التصرفات من جانب الأنذال الذين يشكلون الطغمة العسكرية المتحكمة في مقاليد الحكم في الجزائر.
وهكذا، دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مذكرة أرسلتها إليها بتاريخ 7 دجنبر 2021 كافة الأجهزة التابعة لها باعتماد الخريطة الموحدة لجميع دول جامعة الدول العربية، بما في ذلك خريطة المملكة المغربية بصحرائها.
وجاءت هذه المذكرة في أعقاب الاحتجاجات التي صدرت عن الوفد الجزائري ضد اعتماد الخريطة الرسمية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، مع دمج الصحراء ضمن الحدود الطبيعية للمملكة المغربية. كان ذلك بمناسبة اجتماع منظمة المرأة العربية، الذي عقد في الأردن.
ورد رئيس الديبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، الذي حل بالجزائر للمشاركة في اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية للقمة، على هذا التزوير للخريطة الرسمية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية الذي أقدمت عليه القناة الإخبارية العمومية الجزائرية.
وطالب وزير الخارجية المغربي نائب الأمين العام بجامعة الدول العربية، الذي ترأس الاجتماع الوزاري، بنشر بيان رسمي يدين تصرفات القناة الجزائرية. فرد حسام زكي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، في الحين وأكد: "سنقوم بذلك". وتم إصدار بيان حقيقة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في نفس اليوم.
ونفت الجامعة العربية وجود "شركاء إعلاميين" لتغطية أعمال قمة الجامعة العربية، وأوضحت أن هذا النفي "يأتي بعد أن نشرت القناة الإخبارية الجزائرية الدولية (AL24) على موقعها الإلكتروني خريطة للعالم العربي تختلف عن الخريطة الرسمية لجامعة الدول العربية، وهو ما أثار تحفظات الوفد المغربي".
وهنا تعثر النظام الجزائري الذي يراهن على عقد قمة يرديها "قمة القرن". ملاحظة: القمة تسجل بالفعل سلسلة من الغيابات البارزة لرؤساء الدول.
من المرجح أن تكون الحلقة الأخيرة، المتعلقة بهذا التزوير المتعمد للخريطة الرسمية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، سببا لرؤساء الدول الذين لا يعرفون بعد ما إذا كانوا سيذهبون إلى الجزائر لحضور هذه القمة.