في أكتوبر 1903، قام ليوطي باحتلال بشار التي كانت تقع في التراب المغربي، والتي كانت تسيطر على أكير وواحات توات وطرق السودان.
سمحت معاهدة للامغنية سنة 1845 لفرنسا بممارسة حقها في المطاردة في المغرب. ومع ذلك، تدهورت الوضعية على الحدود بين المغرب والجزائر، بعد مشاكل داخل قبيلة أولاد سيدي الشيخ. هذه الأخيرة انقسمت إلى مجموعتين، مجموعة الشراقة التي كانت تعيش في الأراضي الفرنسية، ومجموعة الغرابة التي كانت تحت الحكم المغربي. في عام 1861، بعد وفاة شيخ الشراقة، سي حمزة، قررت المجموعتان المكونة للقبيلة التوحد. ثم اندلع تمرد امتد إلى المرتفعات الجزائرية التي انضم سكانها إلى أولاد سيدي الشيخ.
في عام 1870، هزم الجنرال ويمبفن قبيلة الشراقة الذين لجأوا إلى المغرب حيث طاردهم. في عام 1884، طلب الشيخ بوعمامة، مؤسس زاوية خاصة به، الحماية من سلطان المغرب على واحات توات وتيديكلت من أجل الحد من الطموحات الفرنسية التي أصبحت أكثر واقعية منذ ضم منطقة مزاب في عام 1882.
أراد تيوفيل ديلكاسي، وزير الشؤون الخارجية الفرنسي من نهاية يونيو 1898 إلى 6 يونيو 1905، التوصل إلى اتفاق مع المغرب. وبالفعل تم التوقيع على اتفاقية الحدود في ماي 1902، ولكنها لم تحدد حدود الأراضي، بل أقامت نظاماا للمراقبة المشتركة على المنطقة. لكن خلال عام 1903، أراد الجنود الفرنسيون الاستيلاء على مدينة فكيك التي كانت قد تركت للمغرب بموجب المعاهدة الموقعة عام 1845، في للامغنية، وحيث كان السلطان يمثله قائد يتمتع بسلطة قضائية على واحات توات.
منذ ماي 1903، كان تشارلز جونارت (1857-1927) حاكماً للجزائر، وكان يدعم هذه الخطة بالكامل. ثم تلقى الجنرال هوبير ليوطي الأمر بضمان الأمر على الحدود من البحر الأبيض المتوسط إلى بني عباس. في أكتوبر 1903، قام ليوطي باحتلال بشار التي كانت تقع في التراب المغربي والتي كانت تسيطر على كير وواحات توات وطرق السودان.
خلال الحملات التالية، وخاصة في يونيو 1904، مع الاستيلاء على رأس العين (بركنت)، فإن جزءا آخر من الأراضي المغربية تم احتلاله.
في غشت 1907، انتفضت قبيلة بني يزناسن التي تقع بين بركان في الشمال ووجدة في الجنوب وتمتد إلى الجزائر حتى ندرومة.
في 12 يناير 1908، بعد هزيمة القبائل، أسست فرنسا مراكز عين الصفا وبركان وتافوغالت ومارتمبري (عين الحديد في الجزائر). وبالتالي، كان من الواضح أن فرنسا كانت بصدد توسيع سياستها للسيطرة على المغرب انطلاقا من الجزائر.
خاصة وأنه، كما رأينا في عمودي السابق، في 8 أبريل 1904، في نهاية مفاوضات شاقة بين فرنسا وإنجلترا، تم التوقيع على اتفاقيات أعطت كل طرف الحرية الكاملة للتصرف في "مجاله" الجغرافي الخاص به. وهكذا سمح لفرنسا بإمكانية بسط نفوذها في المغرب.
كانت إسبانيا الخاسر الأكبر في هذا الاتفاق الفرنسي-البريطاني. في 3 أكتوبر، أخذت حكومتها علما بذلك وتخلت عن جزء من مطالبها الترابية ووافقت أخيرا على الاكتفاء فقط بمنطقة محدودة في شمال المملكة، وثغر صغير حول إفني بالإضافة إلى شريط ساحلي اقتطع من الصحراء الأطلسية المغربية.