وتناولت يومية "الصباح"، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 14 يونيو 2022 هذا الموضوع في صفحتها الأولى، مشيرة إلى أن ما وصفتها بـ"الأزمة التنظيمية المشتعلة نيرانها" داخل حزب علال الفاسي، ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل الحكومة، إذا لم تتم معالجتها بالتي هي أحسن، معتبرة أن هذه الأزمة قد غطت على مثيلتها لدى حزب الأصالة والمعاصرة بقيادة وهبي.
وأضافت ذات اليومية أن حل أزمة حزب الميزان يكمن في تصحيح الأخطاء، والتراجع عن ما سمَّتها قرارات "الخلوة"، والتي مهَّدت الطريق نحو منطق الهيمنة على حزبٍ بمرجعية تاريخية، من لدن أسماء جلها وافدة على "الميزان"، من أحزاب كانت تصنف في خانة أحزاب "الإدارة".
وفي هذا السياق، أبرز مقال "الصباح" أن استقلاليين يرفضون توجهات القيادي البارز والرجل القوي في حزب الميزان حمدي ولد الرشيد، قد أشهروا في وجه هذا الأخير ورقة "الريع"، وما يفعله في الصحراء، إذ كشف البعض الآخر عن استفادة شركات مملوكة لقياديين استقلاليين موالين له من صفقات كانت محط انتقادات ساخرة، في خضم الحرب المتبادلة بين تيار ولد الرشيد ونزار بركة.
وانتقلت عدوى الحرب التنظيمية الطاحنة داخل الحزب إلى الشبيبة الاستقلالية، التي عقدت اجتماعا لمكتبها التنفيذي نهاية الأسبوع الماضي، عن بعد، بدعوة من عثمان الطرمونية، الكاتب العام للمنظمة، بالرغم من تحفظ العديد من الأعضاء على طابع الاستعجال، وطالبوا بعقد الاجتماع بشكل حضوري، خصوصا أن المكتب التنفيذي لم يجتمع أكثر من شهرين، إضافة إلى تحسن الظروف الصحية بالبلاد، حيث ناقش الاجتماع نقطة فريدة تتعلق بالوضعية التنظيمية للحزب وبموقع الشبيبة الاستقلالية فيه.
وذكرت اليومية نقلا عن مصدر استقلالي، بأن دعوة الطرمونية للاجتماع نفسه، تمت بإيعاز من محمد ولد الرشيد، المسؤول عن التنظيم الحزبي، الذي اختار أن يصطف إلى جانب والده في مواجهة الأمين العام للحزب نزار بركة، بغية تقويض صلاحياته، والتنقيص منها، ومحاولة التحكم في الخريطة الحزبية، بالإعداد لمجلس وطني، ولجنة تنفيذية على المقاس.
وحضر الاجتماع نفسه 42 عضوا من المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، بمن فيهم نضال شباط، الذي ساند والده حميد شباط وأخته ريم شباط في الانتخابات الجماعية والتشريعية التي دخلاها باسم حزب جبهة القوى الديمقراطية، إذ عُلم بأن اتصالات مكثفة أجريت بين مقربين من تيار ولد الرشيد وحميد شباط، من أجل مشاركة نجله نضال في الاجتماع نفسه، حتى تتم محاصرة نزار بركة، ومواليه داخل المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية.
وتعكس حالة الطوارئ، التي تم الإعلان عنها، ووصلت حد الاستنجاد بمحيط شباط، تخوفا كبيرا من نزار بركة، الذي أصبح مدعما من تيار الكيحل وتيار بلا هوادة، ومجمل البرلمانيين الملتفين حول رئيسي الفريقين، نور الدین مضيان وعبد السلام اللبار، حيث أحبط أنصار بركة داخل قيادة الشبيبة، محاولة تمرير بيان يطعن في الوزراء الممثلين للحزب في الحكومة، كما أسقطوا نقاطا أخرى متعلقة بالمصادقة على مخرجات "الخلوة"، التي مرر فيها ولد الرشيد مخططه القانوني للتحكم في مخرجات المؤتمر الاستثنائي، وبالتالي مخرجات المؤتمر الوطني الثامن عشر لحزب الاستقلال.