كان هذا متوقعا، ويتكرر نفس السيناريو كل عام، قبل اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في محاربة الألغام المضادة للأفراد. في الجارة الشرقية، يستمتع أحد الهواة بنشر الأكاذيب والأضاليل في محاولة أخرى لاستغلال قضية إنسانية، وبالتالي تبرئة بلاده من مسؤوليتها. وبطبيعة الحال، فإن محاولة مثل هاته تبقى مجرد صرخة في واد.
وهكذا، فقد شنت الجزائر من خلال جهازها الدعائي الرئيسي، وكالة الأنباء الجزائرية، حملة تشهير أخرى ضد المغرب، إذ نسبت إليه زرع 10 ملايين لغم مضاد للأفراد، بعد أن كانت قد تحدثت العام الماضي عن 7 ملايين لغم.
هذه الأرقام الوهمية تتعارض مع الحقائق على الأرض وفي الوقت الذي تقدر فيه الأمم المتحدة العدد الإجمالي للألغام المزروعة في جميع أنحاء العالم بـ110 مليون لغم. هل المغرب إذاً يمتلك 10٪ من الألغام الموجودة في العالم؟ ما عدا إذا كانت مليشيات الانفصاليين قد قامت، بدعم من جيراننا وبدون تمييز، في إغراق مقاطعاتنا الجنوبية بالإلغام.
هل نحتاج إلى تذكير هؤلاء الجيران بأن جهودهم العبثية لنشر الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، مرفقة بأرقام وهمية ومضخمة بشكل مبتذل من خلال وسائل الدعاية الرسمية، تعكس فقط طريقة عملهم الدائمة: إطالة أمد صراع إقليمي مصطنع من خلال تغذيته بالأكاذيب والأضاليل.
غير أن الحقيقة عكس ما يدعيه البلد الجار وعناصر الدرس الأول الذي يواصل المغرب تقديمه هي تلك الواردة في التقارير الطوعية التي يقدمها المغرب كل عام وبشفافية تامة إلى الهيئات المعنية باتفاقية أوتاوا بشأن الألغام الأرضية المضادة للأفراد. لا يتوفر المغرب على مخزون من الألغام المضادة للأفراد. ونجح في اجتثاث هذا التهديد من مساحة 6027.27 كيلومتر مربع، وفي إبطال 96818 لغما أرضيا، منها 49366 لغما مضادا للأفراد، فضلا عن تدمير 21663 من مخلفات الحرب، وذلك حتى نهاية فبراير 2022.
والدرس الثاني الذي يتعين تذكير الانفصاليين به ورعاتهم هو أن المغرب لا يزال ملتزما بالمبادئ الإنسانية وسيظل يعمل في توافق مع التزامه الدولي بنزع السلاح. الواقع الميداني يظهر أن ضحايا الألغام في الأقاليم الجنوبية سببها الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها في الماضي مليشيات البوليساريو المسلحة بطريقة فوضوية دون خطط أو معالم.
من الواضح تماما أن أولئك الذين يجندون الأطفال هم نفس الأشخاص الذين قاموا بلا ضمير بزرع الألغام في الأقاليم الجنوبية للمغرب. في أي من العمليين، ليس لدى الانفصاليين ورعاتهم أدنى حس أخلاقي أو إنساني.