بالفيديو: قيادي سابق في البوليساريو يشرح الموقف الجديد لإسبانيا بخصوص الصحراء

Brahim Moussaaid / Le360

في 27/03/2022 على الساعة 18:00

البشير الدخيل، القيادي البارز السابق في جبهة البوليساريو والعارف بخبايا ملف الصحراء، يشرح قرار إسبانيا الداعم بكل صراحة للمخطط المغربي الخاص بالحكم الذاتي. هذا القيادي يلقي ضوءً جديدا على قرار قادر ليس فقط على تسوية نزاع الصحراء، ولكن أيضا من أجل إخماد النيران في منطقة بأكملها، وهي منطقة الساحل.

عندما يتحدث البشير الدخيل عن قضية الصحراء، فإنه يقدم درسا حقيقيا في الجغرافيا السياسية. وفسر هذا الخبير في ملف الصحراء والقيادي السابق بجبهة البوليساريو لـLe360 أسس الموقف الجديد لإسبانيا ودعمها الواضح والذي لا غبار عليه الآن لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الأقاليم الصحراوية.

بالنسبة للبشير الدخيل، تتصرف إسبانيا بهذه الطريقة من منطلق الاقتناع الحقيقي وبعد تفكير طويل تختلط فيه مصالحها الخاصة، ولكن أيضا مصالح المنطقة. الاستنتاج هو أن الحل الوحيد للنزاع هو الحكم الذاتي. وقال: "كان رئيس الحكومة الإسبانية واضحا عندما تحدث، في رسالته إلى الملك، عن حل واحد بصيغة المفرد وليس بصيغة الجمع. بالنسبة لمدريد، فإن مقترح الحكم الذاتي هو الوحيد القادر على تسوية هذا الصراع" المفتعل من قبل النظام العسكري الجزائري.

ميزه هذا الموقف هو أنه غير قابل لأي شكل من أشكال التأويل، لكنه ليس بالشيء الجديد، كما يقول الدخيل، الذي عاد إلى المغرب سنة 1992، بعد سنوات طويلة قضاها في تندوف. بالنسبة له، كانت إسبانيا قد عبرت عن موقفها بالفعل في عام 1975 عندما غادرت الأقاليم الصحراوية في خضم المسيرة الخضراء. وأوضح قائلا: "لم تعترف إسبانيا رسميا بجبهة البوليساريو. بل إنها قامت في عام 1995 بطرد محمد البخاري، ممثل الانفصاليين في مدريد. يجب أن نكون حريصين على عدم الخلط بين موقف مدريد الرسمي والأطروحات الانفصالية التي تدافع عنها جمعيات وبعض الأحزاب السياسية اليسارية المتطرفة في إسبانيا".

في سنة 1952، يتذكر هذا الإطار الصحراوي المتميز، أنه "كانت هناك أيضا محاولة لحل طرحه فرانكو لصالح المغرب لإنهاء هذه المشكلة بدعم من فرنسا". لذلك فإن الموقف الإسباني الجديد منطقي من وجهة نظر تاريخية. إنه يندرج في إطار الواقع على الأرض وشرعية المغرب وسيادته على الأقاليم الصحراوية، بحسب البشير الدخيل.

وأوضح هذا القيادي السابق بالبوليساريو قائلا: "يعرف الغرب جيدا أين تكمن مصالحه الجيواستراتيجية والجيوسياسية. الشيء نفسه ينطبق على إسبانيا. كما أنه يدافع عن استقرار المنطقة بأسرها ويلعب المغرب دورا كبيرا في هذا الاستقرار". في هذا الصدد، تأخذ مدريد في الحسبان خلاصات تقرير صادر عن المركز الإسباني المعروف، معهد إلكانو، والذي جاء فيه أن "الصحراء عبارة عن مجموعة من القبائل غير المتجانسة التي لا تستطيع وحدها أن تشكل دولة".

الحكم الذاتي، ضامن للاستقرار

يضاف لكل هذا خطر يتهدد المنطقة. الصحراء هي "بوابة الساحل، وهي منطقة غير مستقرة ينتشر فيها العنف والاتجار بجميع أنواعه والجماعات الإرهابية". لضمان استقرار المنطقة، لا يمكن بالتالي أن تكون هناك دولة جديدة، والتي ستنضاف إلى لائحة الدول الهشة وغير القادرة على الحياة.

بالنسبة للبشير الدخيل، فإن موقف إسبانيا ينسجم تماما مع قرار الأمم المتحدة الصادر في عام 2007. لذلك، علق هذا الخبير قائلا: "لم يعد هناك اليوم أي خلاف بين المغرب وإسبانيا. فهذا البلد يتوفر على 17 ألف شركة في المغرب وتبلغ التجارة الثنائية 16 مليار أورو. بعد الولايات المتحدة، يعتبر المغرب الشريك الاقتصادي الثاني لأوروبا. وأجد صعوبة في رؤية مثل هذه النوعية من العلاقات تذهب سدى بسبب وهم".

وأكد البشير الدخيل أن الموقف الإسباني الجديد سيساهم بشكل كبير في تسوية سريعة لقضية الصحراء. في المقابل، فإن الجزائر وجبهة البوليساريو "من الواضح أنهما لا تريدان حلا". وأكد أن "الجنرالات الجزائريين يتبنون سياسة التحريض ضد المغرب ويستخدمون البوليساريو كأداة، مع استحضار دائما حرب الرمال".

وبحسب البشير الدخيل، فإن النظام الجزائري لم يقم أيضا ببناء أي "بنية تحتية" في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر). "لا يوجد حتى مستشفى وسكان المخيمات يدفعون بأنفسهم ثمن الكهرباء الذي يستهلكونه". ومع ذلك، فإن النظام الجزائري قد كشف نفسه من خلال سحب سفيره في مدريد، وأكد أنه بالفعل يعد طرفا في النزاع، في حين يستمر في الادعاء بأنه مجرد مراقب بسيط. لقد سقطت الأقنعة وسيتعين اللعب بكل وضوح في المستقبل.

تصوير ومونتاج: إبراهيم مساعد

تحرير من طرف محمد شاكر العلوي
في 27/03/2022 على الساعة 18:00