الرئيس السنغالي: زيارة المغرب ستعطي نفسا جديدا للتعاون

DR

في 24/07/2013 على الساعة 17:06, تحديث بتاريخ 25/07/2013 على الساعة 10:26

أكد ماكي سالي، رئيس الجمهورية السنغالية، الذي يبدأ غدا الخميس زيارة رسمية للمغرب تستغرق يومين، أن هذه الزيارة تروم " إعطاء نفس جديد ودينامية جديدة للتعاون بين البلدين النموذجي منذ زمن طويل ".

وقال سال، في حديث أجراه معه في دكار، مدير تحرير إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية ( ميدي 1) ، عمر الذهبي، وبثته الإذاعة اليوم الأربعاء، إن العلاقات بين البلدين" القوية بفضل التطابق التام في الرؤى حول القضايا الاقتصادية والدبلوماسية، تتجاوز التناوبات السياسية ".

وأشار الرئيس السنغالي إلى أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس في مارس الماضي لدكار، مكنت من تحقيق انطلاقة جديدة للتعاون العريق بين البلدين اللذين يتقاسمان العديد من القيم.

وقال إن التعاون الاقتصادي بين البلدين " ممتاز "، وذكر بهذا الخصوص بأنه تم التوقيع، خلال زيارة الملك محمد السادس للسنغال، على عدة اتفاقيات في مختلف المجالات (النقل والفلاحة والتجارة)، مبرزا أنه خلال زيارته الرسمية للمملكة، سيتم التوقيع على اتفاقيات شراكة عديدة أخرى في مجالات السياحة والشؤون الإسلامية وتربية الأحياء المائية، فضلا عن إرساء التعاون بين المجالس الاقتصادية والاجتماعية، وصناديق الإيداع والفاعلين الخواص بالبلدين.

وأكد الرئيس السنغالي أن هذه المشاريع " الملموسة اشتغل عليها المغرب والسنغال معا"، وتطرق سال إلى استئناف الرحلات الجوية للخطوط الملكية المغربية نحو السنغال، من خلال حوالي 14 رحلة أسبوعية بين المغرب والسنغال، مؤكدا أنه " تم إعطاء دفعة كبيرة للتعاون الثنائي بغية تسريعه".

وبخصوص قضية الصحراء، أكد سال أنه "بالنظر للتطابق التام لرؤى البلدين، لا يمكننا إلا الاصطفاف إلى جانب موقف المغرب ومواكبته في هذا الملف"، ولاحظ انه "في عهد الرئيسين عبدو ضيوف وعبدولاي واد، وفي عهدي، ظلت مواقف السنغال بهذا الخصوص ثابتة ولم تتغير أبدا".

وحرص الرئيس السنغالي، من جانب آخر، على الإشادة بدور جلالة الملك في تطوير التعاون جنوب-جنوب " عبر زيارات جلالته لإفريقيا واستقباله لوفود ورؤساء دول، ومن خلال الأهمية التي يوليها لهذه المسألة".

وأضاف سال "نحن واعون كأفارقة بأنه يمكننا، عبر التعاون جنوب-جنوب، تطوير محاور للشراكة في العديد من القطاعات والمجالات الدقيقة، وبالتالي تطوير التجارة البينية الإفريقية"، لكنه أبرز أن ذلك يتطلب " شروطا تتمثل في تطوير البنيات التحتية الداعمة لتنمية هذه التجارة، خاصة النقل، وهنا تكمن الإجابة التي تسعى لتقديمها الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد) بغية النهوض بالمبادلات داخل إفريقيا وفي الآن ذاته بمبادلات القارة مع بقية العالم".

وعلى صعيد آخر، اعتبر الرئيس السنغالي أن محاربة الإرهاب الدولي لا يمكن أن تتم بسهولة أو بسرعة، وقال " في الواقع، لا يتعلق الأمر بحرب تقليدية نواجه فيها عدوا ظاهرا، وإنما بحرب لا متماثلة ومشتتة.

وتأخذ أحيانا أشكالا واضحة كما هو الحال بالنسبة لجهاديي مالي، لكن لا ينبغي الاعتقاد بأن الأمر انتهى بمجرد تفكيكهم، فالحرب يجب أن تستمر ". واعتبر الرئيس السنغالي أن الأمر يقتضي أيضا العمل على الوقاية من الإرهاب " من خلال محاربة الفقر وفتح آفاق في وجه السكان لمكافحة الهشاشة حتى لا يصبحوا تحت رحمة أشخاص يعملون على تجنيدهم للدفاع عن قضايا ليست بالضرورة قضايا الإسلام ".

وأكد أن بلاده " لا تشعر بأنها مهددة بالتحديد من طرف الإرهاب، على اعتبار أن الإرهاب يمكن أن يضرب أي بلد، لأنه تهديد عالمي".

وبخصوص التدابير المتخذة من قبل البلدان الافريقية في هذا المجال، أوضح أن هذه البلدان قررت، من خلال الاتحاد الافريقي، إحداث قوة تدخل في حالة الضرورة، تكون قادرة على التدخل وتسوية المشاكل .

وأضاف سال إن " إنشاء هذه القوة يتطلب بالطبع بعض الوقت، لأن الأمر يتعلق بحوالي 54 دولة يتعين عليها التفكير في الآليات وتعبئة الامكانيات.

ويجب على هذا المستوى، المرور عبر المجوعات الجهوية ( المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب افريقيا، والاتحاد المغاربي ...)، كما يتعين الاشتغال على المراقبة والوقاية وتبادل المعلومات، ولكن أساسا البحث عن بدائل للفقر والبطالة وإطلاق إصلاحات وتشجيع الديمقراطية ".

وردا عن سؤال يتعلق بالخصوصية السينغالية، اعتبر سال بأنها " ثمرة مسلسل تاريخي طويل، مما وضع السينغال على درب الحوار التعددي والديمقراطية، ولكن خصوصا، وأنه منذ 1860، ظلت البلاد تشهد انتخابات حتى في عهد الاستعمار ".

وأكد بأن "كل هذا الإرث التاريخي أثمر النموذج السينغالي المعروف، نموذج لديمقراطية ناضجة"، وبخصوص المقاربة الأمريكية الجديدة في افريقيا، ولاسيما بعد الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس باراك أوباما لبعض دول القارة، أوضح الرئيس السينغالي، أن الولايات المتحدة الامريكية، " أدركت أن إفريقيا قارة هامة، وأنه يتعين اعتماد مقاربة جديدة في التعامل معها، على أساس الشراكة والتعاون والمساواة، وليس فقط المساعدات".


وقال "ليس بالمساعدات وحدها ستحل إفريقيا مشاكلها، إن قدرنا كأفارقة ليس أن نبقى عند مستوى محاربة الفقر، ولكن أن نمضي قدما نحو التحرر والتنمية وخلق الثروات لفائدة للسكان ".

تحرير من طرف Le360
في 24/07/2013 على الساعة 17:06, تحديث بتاريخ 25/07/2013 على الساعة 10:26