"إبراهيم غالي مواطن إسباني": أرانشا غونزاليس لايا تلعب من أجل الدفاع عن نفسها بآخر أوراقها

إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية

إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية . DR

في 10/02/2022 على الساعة 11:50

منحت الحكومة الإسبانية إبراهيم غالي "المعاملة المناسبة لوفد رسمي" لأسباب تتعلق بـ"المعاملة الدبلوماسية الدولية". هذا التبرير هو أقرب إلى المأزق القانوني الذي يلف هذا الملف.

صدرت هذه التبريرات عن مكتب المدعي العام للدولة، في وثيقة يطلب فيها من القاضي رافائيل لاسالا إنهاء التحقيق الذي تم فتحه بشأن وزيرة الخارجية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، ورئيس ديوانها السابق كاميلو فيلارينو.

وتؤكد المصالح القانونية للدولة أنه "لم يعد هناك شك" في أن أيا منهما لم يرتكب جرائم الإخلال بالواجب والإخفاء وتزوير الوثائق التي هي موضوع التحقيق.

لذلك تحث هذه المصالح رئيس المحكمة رقم 7 في سرقسطة على عدم إطالة التحقيق "بلا داع" في قضية لايا وفيلارينو من أجل تجنب "العواقب الوخيمة عليهما".

في طلب حفظ القضية، الذي نقلته الصحف الإسبانية مثل "لاراثون" أو "أبي سي" أو "إلموندو"، يؤكد دفاع الوزيرة السابقة أن "غالي وابنه" وصلا إلى إسبانيا يوم 18 أبريل 2021 "على متن طائرة رسمية تابعة للرئاسة الجزائرية" و"تحت حماية الاتفاقية الإسبانية الجزائرية النافذة بشأن الرحلات الجوية للدولة".

واستناداً إلى هذه المبادئ، "تمت معاملتهم على أنهم وفد رسمي (على سبيل المثال، عدم فرض ضرائب المطار)".

يؤكد دفاع وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة بأن الوفود الرسمية "لا تخضع أبدا للرقابة الجمركية عند وصولها إلى إسبانيا، وفيما يتعلق بمراقبة جوازات السفر، فهي معفاة عمليا من أي تحقق من الهوية، وتخضع تلك الجوازات فقط وفقا لقواعد شينغن للختم".

ومع ذلك، في هذه الحالة المحددة المتعلقة بتطبيق قواعد شينغن، "لم تكن هناك حاجة للتحقق من بطاقة إقامة الابن أو جواز السفر الدبلوماسي لإبراهيم غالي"، الذي يعتبر وفقا لهذه القواعد نفسها، "شخصية أجنبية مع مراعاة أهميتها في الدولة الطالبة للمساعدات الإنسانية ووصولها على متن طائرة من تلك الدولة".

طلبت الجزائر "عبر الهاتف على أعلى مستوى دبلوماسي" أن ترحب الحكومة الإسبانية بـ "غالي"، وهو موضوع نوقش "بين كبار المسؤولين الدبلوماسيين في البلدين".

وهذا يعني أن وزير الخارجية الجزائري السابق، صبري بوقادوم، تحدث عبر الهاتف حول هذه النقطة بالذات مع الرئيسة السابقة للدبلوماسية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا. وهي شهادة تؤكد بالتالي تواطؤ مدريد مع الجزائر في هذا الملف شديد الحساسية بالنسبة للمغرب.

وراء قرار إعفاء زعيم الانفصاليين من مراقبة جوازات السفر، وفقا لمحامية الدولة ماريا ديل مار غونزاليس بيلا، لم تكن هناك نية لإخفاء دخول "زعيم جبهة البوليساريو" الذي كان موضوع متابعة قضائية في إسبانيا، ولكن فقط لمنع هذه المعلومة "من أن تصل إلى دول أخرى".

وتؤكد أن "إجراء فحص للوثائق في مطار سرقسطة سيؤدي حتما إلى إدراك المزيد من الناس لهذا الدخول، وبالتالي، سيزيد من خطر وصول الأجهزة السرية لبلدان منطقة شينغن إلى هذه المعلومات". وعلى كل حال، شددت أن "السرية في الدخول لا تعني بالضرورة عدم شرعية الدخول".

واعترفت رئيسة الديبلوماسية الإسبانية السابقة قائلة" "صحيح أنه سمح لإبراهيم غالي ونجله بدخول إسبانيا دون مراقبة جوازات السفر"، وأضافت: "لكن لأسباب إنسانية، وبشكل قانوني ودون انتهاك أي قاعدة وبهدف مشروع هو الحفاظ على الحياة الخاصة وسلامة إبراهيم غالي والتنبؤ بالعواقب السياسية الدولية التي قد تترتب على وجود إبراهيم غالي في إسبانيا".

على أي حال، تؤكد المحامية، "اعتبر زعيم جبهة البوليساريو مواطنا إسبانيا منذ دجنبر 2004، بحيث لا يمكن أن يكون دخوله إلى إسبانيا غير قانوني في حد ذاته نظرا لوضعه كمواطن إسباني".

صحيح أن ما يسمى برئيس الجمهورية الصحراوية المزعومة هو مواطن إسباني منذ عام 2004. ولديه بالفعل جواز سفر إسباني، لكنه لم يهبط في مطار إسبانيا بهويته الإسبانية، ولكن بجواز سفر دبلوماسي جزائري وتحت اسم مستعار هو محمد بن بطوش.

وتزعم كل من أرانشا غونزاليس لايا وفيلارينو أنهما "لا يعلمان بوجود الإجراءات القانونية ضد إبراهيم غالي في إسبانيا، وبالتالي لا توجد نية للتهرب من العدالة".

وفيما يتعلق بالتزوير المحتمل للوثائق (غالي تسجل في مستشفى سان بيدرو في لوغرونيو بجواز سفر مزور)، تؤكد المدعية العامة أنه لا الوزيرة ولا رئيس ديوانها كانا "على علم ولم تكن لهما رقابة على طريقة تسجيله في المستشفى وليس هناك أدنى مؤشر على مشاركتهم" في هذا الأمر.

وبالتالي، فإن هذا المسلسل المثير لدخول غير القانوني لزعيم الانفصاليين إلى إسبانيا يستمر من خلال الكشف عن معطيات محرجة لحكومة بيدرو سانشيز. اليوم، يميل دفاع أرانشا غونزاليس لايا ومن معها أكثر نحو مخرج لم يكن جزءا من الخطة الأولية: الادعاء بأن إبراهيم غالي مواطن إسباني وأنه بصفته إسبانيا، لم تستطع مدريد منعه من العودة إلى دياره!

تحرير من طرف حفيظ
في 10/02/2022 على الساعة 11:50