فقد سحب منه جواز سفره الدبلوماسي الجزائري، على الرغم من المقابلة التي أجراها مع وكالة الأنباء الجزائرية، التي أعاد فيها على نطاق واسع إنتاج الدعاية الجزائرية المعادية للمغرب.
بعد التصريحات التي أدلى بها خلال لقائه يومي 19 و20 دجنبر 2021 في ضواحي باريس مع بعض الصحراويين المتواجدين في أوروبا، والتي قام فيها بتفكيك الدعاية الجزائرية حول الصحراء المغربية، كان مصطفى عالي سيد البشير ينتظر بفارغ الصبر هذا الأسبوع في الجزائر.
وأكد ما يسمى بـ"وزير الأراضي المحتلة والجالية" أن "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" لا وجود لها، وأن زعيم البوليساريو لا يملك أية سلطة، معترفا بأنه النظام الجزائري الذي يرعى هذه الجماعة ويوظفها لتحقيق مراميه وأهدافه.
ولكن على الرغم من صحة الاعترافات المفاجئة التي أدلى بها القيادي بالبوليساريو بمانت لا جولي، فإن عودته إلى الجزائر كانت محفوفة بالمخاطر، خاصة وأنه يعرف أن حريته وحتى حياته في خطر.
وبالفعل أجبرت الأجهزة الجزائرية الرجل على إجراء مقابلة والإدلاء بتصريحات للصحافة الرسمية المحلية.
وهكذا، فبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، التي أجرى مقابلة معها، "أكد وزير الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية، مصطفى عالي سيد البشير، أن نظام المخزن يشن "حربا نفسية وحملة دعائية تضليلية" ضد الشعب الصحراوي، مستنكرا أكاذيب المغرب بخصوص خارطة الجامعة العربية المزعومة ومحاولته تزييف الوقائع بالترويج لأكاذيب لا أساس لها من الصحة".
خلال هذه المقابلة، التي تحدث فيها عن العلاقات المغربية الإسرائيلية، والتظاهرات في المغرب، وأوضاع حقوق الإنسان، لم يشر مصطفى عالي سيد البشير في أي وقت من الأوقات إلى التصريحات التي أدلى بها في فرنسا. لكن وكالة الأنباء الجزائرية أكدت بوم 21 دجنبر أن المغرب استعمل وسائل إلكترونية لتشويه أقوال مصطفى عالي سيد البشير، من أجل نسب تصريحات كاذبة إليه.
لذلك يبدو أن الأخير حافظ على تصريحاته التي فاه بها أمام الصحراويين في الخارج، لكنه أعاد تكرار الأسطوانة الدعائية الجزائرية المناهضة للمغرب.
مع ذلك، يمكن من الآن فصاعد لمصطفى عالي سيد البشير أن يقول وداعا للسفريات إلى الخارج، حيث تم سحب جواز سفره الدبلوماسي. كما أنه قد يفقد قريبا منصبه كـ"وزير" "لا شيء أو لا يفعل شيئا"، كما يصف هو نفسه، بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها إلى إبراهيم غالي الذي لا يتوفر على أية سلطة، إلى بشراية بيون، الوزير الاول المزعوم الذي "لا يدير أية حكومة" ومحمد ولد سالك، ما يسمى وزير الخارجية المقيم في الجزائر.
والدليل على المناخ السيء داخل البوليساريو وغضب النظام الجزائري، تم بث هذه المقابلة مع مصطفى عالي سيد البشير في اليوم التالي لاستدعاء زعيم البوليساريو إبراهيم غالي إلى الجزائر العاصمة بعد ظهر يوم الثلاثاء 28 دجنبر، بحسب ما علمه Le360.
وعلى الرغم من تصريحاته الجديدة، غير الصادقة بكل تأكيد، والتي ادعى فيها بأن "الدولة الصحراوية هي حقيقة، بفضل الدعم الدائم من قبل الجزائر"، سيبقى مصطفى عالي سيد البشير في نهاية المطاف قيد الإقامة الجبرية في الجزائر العاصمة بعدما سحبت منه وثائق السفر من قبل أجهزة الأمن الجزائرية. ولا يستبعد أن يلقى نفس مصير المستشار السابق لمحمد عبد العزيز المراكشي، أحمد خليل، الذي اختطف منذ عام 2009 من قبل الأجهزة الجزائرية، والذي لم يتم الكشف عن سر اختفائه حتى يومنا هذا.