بالفيديو: إذا كانت عودة العلاقات مع فرنسا إلى طبيعتها حتمية بالنسبة إلى تبون.. فإن تصريحاته حول المغرب تعرضت للرقابة

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال مقابلة صحفية يوم الجمعة 26 نونبر 2021

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال مقابلة صحفية يوم الجمعة 26 نونبر 2021 . DR

في 27/11/2021 على الساعة 13:58

في خرجة إعلامية جديدة، ذكر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اسم المغرب مرة واحدة فقط، لكن دون أن يتوقف عن التلميح إليه في حواره التلفزيوني. في هذه المقابلة، التي يبدو واضحا أنه تم حجب مقاطع عن المملكة، أتحف تبون المشاهدين ببعض اللآلئ التي أكسبت هذا اللقاء الشهري لقب نادي عبد المجيد للكوميديا.

بث التلفزيون العمومي الجزائري، مساء الجمعة 26 نونبر، تسجيلا لمقابلة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمام صحافيين استجوباه مؤخرا في لقاء سابق ومشابه.

كل من يرى هذه المقابلة، التي استمرت 57 دقيقة، لا يسعه إلا أن يتساءل حقا ما فائدة مثل هذه الخرجات الإعلامية المليئة بالتفاهات، إلا إذا ما فرضها ما يسميه مستشارو الإعلام في قصر المرادية اللقاء الشهري لرئيس الدولة. مع وسائل الإعلام. على عكس المقابلات التليفزيونية السابقة، فإن تبون قد ذكر المغرب مرة واحدة فقط، في حين أن كلمة "الصحراء" لم تخرج من فمه. ما سبب هذا العمل الفذ؟ ربما إلى مقص الرقيب التابع للطغمة العسكرية التي احتفظت لنفسها بأفضل التحف التي وردت في نادي عبد المجيد الكوميدي.

يمكن للمرء أن يعتقد أن الصحافيين الاثنين الذين استجوباه تلقيا "تعليمات" لتجنب طرح أسئلة حول المملكة المغربية، البلد الذي وضعته الجزائر مع ذلك كحجر زاوية في كل سياستها الداخلية والخارجية. القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن الصحراء، وقضية سائقي الشاحنات الجزائريين الذين يزعم أنهم قتلوا يوم 2 نونبر في بير لحلو وأقسم تبون على الانتقام لموتهم، والدعم العلني للإدارة الأمريكية لمخطط الحكم الذاتي...لم يطرح أي موضوع من هذه المواضيع، التي تثير غضب النظام وإعلامه الدعائي، خلال هذا اللقاء. على الأقل في الظاهر!

اكتفى تبون في البداية بالإشارة إلى المملكة عندما سئل عن المنتخب الجزائري. انتهز الفرصة لاتهام المغرب بالوقوف وراء كل الضجة التي أحدثها جمال بلماضي مؤخرا عندما تحدث عن عدم كفاءة المسؤولين الجزائريين.

وقال الرئيس الجزائري: "الفريق الوطني له كل الدعم وهناك من يحاول تحطيمه. هناك جهات تحاول مس معنويات الناخب الوطني جمال بلماضي. وليس هنا داخليا فقط. هناك بعض العناصر الداخلية، لكن كل شيء يأتي من هذا الاتجاه (يشير في اتجاه المغرب). مواقعهم مسخرة لخلق المشاكل للجزائر بجميع الطرق".

يشار إلى أن بلماضي لم يتوقف خلال مباريات الجزائر المؤهلة لكأس العالم 2022 عن الاستهزاء بالكهول الذين يديرون شؤون البلاد، رافضا استخدام أشباله في خدمة دعايتهم ومنتقدا إدارتهم الكارثية للبنية التحتية الرياضية في الجزائر. ووصف بلماضي أرضية الملاعب الكروية بأنها حقول البطاطس، التي أصبحت، بكل تأكيد، عملة نادرة في الجزائر.

كما رفض بلماضي مرتين أيضا الرد على أسئلة صحفيي التلفزيون العمومي الجزائري. بل إنه منع فريقا من هذه الوسيلة الدعائية للنظام من مرافقته إلى المباراة التي أقامها المنتخب الجزائري في مراكش، حيث استقبلهم فريق بوركينا فاسو. في المرة الثانية، رفض ببساطة أن يتم تصويره من قبل التلفزيون العمومي ووصف صحفييها بـ"الحكارين".

ويتعين انتظار نهاية المقابلة حتى نرى تبون ينخرط في هلوساته المعتادة عندما طرح عليه "السؤال الأخير"، وذلك أمام الصحافيين المصابين بالذهول والعاجزين عن الكلام. وفي ما يظهر وكأنه مونولوج، ذكر تبون المغرب بالاسم لأول مرة في هذا الحوار. على الأقل هذا ما يظهر من هذه المقابلة، التي خضعت لتعديلات لا حصر لها وطالتها يد الرقيب. لكن من الواضح أن مستشاري تبون قد أظهروا مرة أخرى أنهم مجرد هواة. حتى من خلال حذف كل المقاطع التي يتحدث فيها تبون عن المملكة، فقد تركوا مقطعا يوضح، دون غموض، أن الشخص الذي تمت مقابلته قد تناول مسألة العلاقات المغربية الإسرائيلية، وأن هذا الجزء قد طالته بالفعل يد الرقيب.

وأكد تبون قائلا: "لن أعود ربما سأعود إلى الوراء"، قبل أن يواصل: "المحزن في العلاقات القديمة الجديدة بين المغرب وإسرائيل، أنه لأول مرة منذ عام 1948، يهدد وزير في الكيان الصهيوني دولة عربية من دولة عربية أخرى. إنه خزي وعار".

هذا المقطع يشير بالتأكيد إلى مقطع في المقابلة تم حذفه في المونتاج. لذلك فإن الطغمة العسكرية تفرض رقابة صارمة على تصريحات تبون واحتفظت لنفسها بأفضل الجواهر في نادي عبد المجيد الكوميدي. في الواقع، المقابلة التي أجريت يوم الجمعة 26 نونبر هي الأقصر مقارنة بالمقابلات السابقة. هذا يؤكد فرضية أن العديد من المقاطع خضعت بالفعل للرقابة، وبالتالي للبتر.

في ما يتعلق بالعلاقات مع فرنسا، كانت تصريحات تبون في حدها الأدنى. وهذا يشير إلى تدخلات عديدة للاحتفاظ فقط بالرسالة الأساسية التي تريد الطغمة العسكرية تمريرها وهي أن "عودة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى طبيعتها أمر حتمي".

وفي الختام، ميزة هذه المقابلة قبل كل شيء هي إظهار عبد المجيد تبون تحت المراقبة الدقيقة. تظهر الانقطاعات التي لا حصر لها في تصريحاته أن الطغمة العسكرية الآن تمارس رقابة مطلقة على أقوال الرئيس بخصوص العلاقات الدولية. قبل أسبوعين تم تعيين رجل مقرب من توفيق ونزار مستشارا أمنيا للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وقد ظهرت يد شفيق مصباح بكل جلاء في المقابلة التلفزيونية لتبون.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 27/11/2021 على الساعة 13:58