هجم الذباب الإلكتروني الجزائري والانفصالي، وغالبا ما يكون مزيجا من الاثنين، على شبكات التواصل الاجتماعي المغربية. الرسالة التي يتم نقلها هي نفسها دائما: لا شيء يسير على ما يرام في المغرب، والنظام يسير على غير هدى، والناس يتظاهرون في الشارع.. بل وذهبت الدعاية الجزائرية إلى حد الإشارة إلى "ثورة الجوع" المزعومة، والتي من شأنها أن تهدد النظام.
هذه الهجمات العنيفة ليست جديدة، لكنها وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الدناءة والخسة في الأيام الأخيرة.
ويتزامن تزايد حدة الدعاية الجزائرية المناهضة للمغرب مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة. زيارة تعزز العلاقات بين تل أبيب والرباط، وهي العلاقات التي تم استئنافها منذ 22 دجنبر 2021.
إلا أن النظام العسكري الجزائري لا يرى الأمور من الزاوية. فهذا النظام أصيب بالإحباط من قلة المتظاهرين المغاربة ضد تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، وهو غير قادر على فهم أن الشعب المغربي يعيش دائما في وئام مع المغاربة والمغاربة من ذوي الديانة اليهودية، الذين لم يتخلوا أبدا عن ارتباطهم ببلدهم الأصلي، حتى عندما استقروا في إسرائيل. وبالتالي، فإن الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر تنخرط أكثر في الدعاية الخسيسة على أمل خلق جبهة مغربية مناهضة لإعادة العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
على تويتر، تدعي الكتائب الدعائية، التي تتقاضى رواتبها بلا شك من الطغمة العسكرية الجزائرية، بأن هناك تظاهرات حاشدة في المدن المغربية، حيث يطالب مئات الآلاف من المواطنين بإسقاط النظام. حتى أن حسابا على تويتر خلق مساحة للمناقشات الصوتية، تغذيها الكتائب الإلكترونية للجيش الجزائري.
هؤلاء الكتائب الدعائية الجزائرية، التي تفتقد بلا شك للأفكار، يصفون واقعا غير موجود في المغرب ولكنه حقيقي في الجزائر. يتحدثون عن "ثورة الجياع". عندما نعلم أن النظام الجزائري غارق منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر في "أزمة البطاطس"، فإن المرء لا يحتاج إلى ذكاء شديد ليعرف من أين يستلهم الذباب الإلكتروني الجزائري أخباره الكاذبة عن المغرب.
إن عبقرية الشعب الجزائري هي أن يضحك من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بدلا من البكاء. هناك فيديو منشر حاليا في الجزائر: نرى فيه مجموعة من النساء يدللن دجاجة التي أصبحت شيئا ثمينا في الجزائر (!)، من خلال دهنها بالحناء وإطلاق الزغاريد لها، فقد أصبح إدخال دجاجة إلى المطبخ حدثا.
إن الإنزال القوي للذباب الإلكتروني الجزائري بشبكات التواصل المغربية ترافقه هجمات هاكرز جزائريين ضد مواقع مؤسساتية مغربية. فقد نجحوا، قبل يومين، في حجب موقع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بوضع العلم الجزائري فيه.