الجيش الجزائري: "الرباط وتل أبيب مسؤولتان عن حرائق الغابات"

سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري.

سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري. . DR

في 03/09/2021 على الساعة 19:30

مجلة "الجيش"، الناطقة باسم الطغمة العسكرية الحاكمة، تؤكد بشكل قاطع بأن المغرب وإسرائيل مسؤولين عن حرائق الغابات التي اجتاحت منطقة القبايل. حماقات جنرالات الجزائر فاقت حماقات نظام كوريا الشمالية.

في افتتاحية عدد شتنبر 2021، تحدثت مجلة "الجيش" الشهرية عن ما تدعيه "تورط المخزن بطريقة أو بأخرى في هذه الجريمة الشنعاء التي لا تغتفر، بحكم ارتباط المغرب القوي والثابت مع المنظمتين الإرهابيتين (الماك ورشاد)، في سلسلة الاعتداءات والأعمال العدائية التي تقوم بها منذ استقلال بلادنا ...". في حين كان المرء يتوقع أن يرى وسائل الإعلام الجزائرية تقدم أدلة على هذا "التورط المزعوم للمخزن"، فإنه يفاجأ بأنه تقدم حماقات تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الصحة العقلية للقادة الجزائريين أصبحت معتلة.

ونقرأ في مقال افتتاحي آخر في مجلة "الجيش" أن "تزامن هذه الحرائق مع زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني إلى المخزن هو أمر معبر جدا". لأنه، بحسب النظام الجزائري، أدى تقاربه مع إيران ومعارضته لحصول إسرائيل على صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي إلى استهداف الجزائر من خلال الحرائق.

وكتبت مجلة "الجيش" بدون خجل أو وجل أن "الفرضية الأكثر إقناعا هي أن خطة حرق الجزائر تم إعدادها من الخارج، بمباركة تل أبيب والرباط، وتم تنفيذها من قبل الحركتين الإرهابيتين، الماك ورشاد، وأتباعهما في الداخل".

من لا يعرف كيف يعمل النظام الجزائري، مجلة "الجيش" الشهرية ليست كأي مجلة دورية أخرى. يتم انتظار هذه المجلة بفارغ الصبر كل شهر، وتقوم جميع الصحف الجزائرية ووكالة الأنباء الرسمية والقنوات التلفزيونية والإذاعات العامة بالترويج لمضامينها. تحدد هذه المجلة التوجهات الكبرى للجزائر في ما يخص العلاقات الدولية والسياسة الداخلية للبلاد. باختصار، إنها الناطقة باسم حكام الجزائر: الجنرالات.

الطغمة العسكرية الحاكمة تتهم الرباط وتل أبيب بأنهما الطرفان اللذان أضرما النار في غابات الجزائر دون تقديم أي دليل مادي واحد. ورغم أن الحرائق اندلعت هذا الصيف في عدة دول في منطقة البحر الأبيض المتوسط وفي الولايات المتحدة وروسيا، إلا أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بإعفاء نفسها من كل المسؤولية وقامت باتهام حركتين جزائرتين سلميتين تعملان انطلاقا من أوروبا (الماك ورشاد)، وكذلك دولتان، المغرب وإسرائيل، بإشعال النار في الغابات الجزائرية.

إن هذا الهروب إلى الأمام من قبل النظام الجزائري تمت إدانته في مقال شديد اللهجة نشرته "بي بي سي" ويقارن النظام الجزائري بنظام كوريا الشمالية. كنا نقول منذ وقت طويل أن بين جمهورية الجزائر الشعبية الديمقراطية وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قواسم مشتركة تربطهما. لكن لم يكن لدينا شك في أن الطغمة العسكرية الجزائرية سوف تفوق القيادة الكورية الشمالية في الهذيان والتباكي المثير للشفقة واختلاق الذرائع السخيفة والسريالية.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 03/09/2021 على الساعة 19:30