إسرائيل تفند هلوسات الطغمة العسكرية الجزائرية الحاكمة

وزير الخارجية ناصر بوريطة ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد.

وزير الخارجية ناصر بوريطة ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد. . DR

في 26/08/2021 على الساعة 18:00

"لا أساس لها ولا فائدة منها". بهذه العبارات ردت الدبلوماسية الإسرائيلية على اتهامات الجزائر، التي ادعت فيها أنها ضحية "أعمال عدائية" من قبل المغرب وإسرائيل. واعتبرت الدولة العبرية أنه من الأفضل أن تركز الطغمة العسكرية الجزائرية الحاكمة على "مشاكلها".

في سياق قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب المعلن عنها يوم الثلاثاء الماضي، حاولت الجزائر، من أجل تبرير قرارها غير المسؤول، توريط إسرائيل في "أعمال عدائية" مزعومة و"مناورات أجنبية" أخرى تهدف إلى زعزعة استقرارها.

ووصفت إسرائيل، أمس الأربعاء 25 غشت 2021، الاتهامات الجزائرية بأنها "لا أساس لها ولا فائدة منها". "ما يهم، هو العلاقات الجيدة جدا بين إسرائيل والمغرب (...) والتعاون بين البلدين لما فيه مصلحة مواطنيهما والمنطقة بأسرها (...). على الجزائر أن تصب تركيزها على مجموعة المشكلات التي تواجهها، وخصوصا المشاكل الاقتصادية الجدية"، بحسب ما صرح به مصدر ديبلوماسي إسرائيلي لوكالة "فرانس برس".

ويأتي هذا الرد الإسرائيلي بعد تصريحات وزير الشؤون الخارجية الجزائري يوم الثلاثاء الماضي والتي أكد فيها أن "المملكة المغربية جعلت من ترابها الوطني قاعدة خلفية ورأس حربة لتخطيط وتنظيم ودعم سلسلة من الاعتداءات الخطيرة والممنهجة ضد الجزائر. وآخر هذه الأعمال العدائية تمثل في الاتهامات الباطلة والتهديدات الضمنية التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته الرسمية للمغرب، بحضور نظيره المغربي، الذي من الواضح أنه كان المحرض الرئيسي لمثل هذه التصريحات غير المبررة".

ويشير لعمامرة هنا إلى تصريحات أدلى بها في الدار البيضاء يوم 12 غشت رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية، يائير لابيد، الذي لم يكن برفقته نظيره المغربي عندما أدلى بتصريحات أمام جمع من الصحافيين الدوليين. وعبر الوزير الإسرائيلي عن "مخاوفه من الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة وتقاربها مع إيران، والحملة التي قادتها ضد قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد الإفريقي". ويبدو أن هذه الحقيقة، المعروفة للجميع، لم تُرضِ الجنرالات الذين يحكمون الجزائر.

وأكد الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية حسن كعيبة، أمس الأربعاء، تصريحات يائير لابيد، موضحا أن هذه التصريحات "تتضمن معلومات مضبوطة".

وأضاف: "الجزائر في الفترة الأخيرة، ومنذ بداية الربيع العربي، أصبحت طريقا للحركات الإرهابية بإيعاز من إيران". وقد ثبت بوضوح في السنوات الأخيرة أن مخيمات لحمادة، في جنوب شرق الجزائر، تشكل مكانا لتجنيد الحركات الإرهابية النشطة في مالي والساحل، والتي يقود بعضها "أمراء" جزائريون وصحراويون. كما استضافت مخيمات البوليساريو في الجزائر العديد من المدربين العسكريين التابعين لحزب الله، الذين أرسلتهم إيران إلى المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال الدبلوماسي الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إن "إسرائيل والمغرب جزء أساسي من محور عملي وإيجابي قائم في المنطقة في مواجهة محور يسير في الاتجاه المعاكس يضم إيران والجزائر".

النظام الجزائري، الذي أحرج من هذه "المعلومات الدقيقة"، فاختار كالعادة سياسة الهروب إلى الأمام من خلال الادعاء بوجود تهديد خارجي جديد لصرف انتباه الرأي العام عن المشاكل الداخلية العديدة في بلد حيث أصبح الخبز والماء سلعة نادرة. صحيح أن الطغمة العسكرية الجزائرية حاولت دائما إضفاء الشرعية على سلطتها من خلال إظهار معاداتها للسامية التي أصبحت في الواقع سياسة دولة. وهكذا فإن الجزائر أصبحت تتهم على سبيل المثال كل من دافع عن مغربية الصحراء في أوروبا بأن له علاقة بما تسميه "اللوبيات الصهيونية"، ولا تتردد، بكل وقاحة، في إثارة الانتماء اليهودي لبعض السياسيين أو الصحافيين الأوروبيين.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 26/08/2021 على الساعة 18:00