وحسب ما استقاه Le360، فإن أهل الجنوب، على غرار باقي المواطنين المغاربة في مختلف مناطق المملكة، مُطّلعون بشكل جيد على الساحة السياسية الوطنية وما تحمله في ثناياها من مستجدات وتطورات، وهم على دراية بأن ظروف الانتخابات في الصحراء تختلف عن ظروفها في وسط وشمال بلادنا، ويَكْمُن هذا الاختلاف، بالتحديد، في العامل القَبَلي.
وفي ما يلي، نرصد لكم التوزيع القَبَلي للأحزاب السياسية المغربية في مُدن العيون وبوجدور والداخلة، التي تشهد فيها الاستحقاقات الانتخابية تنافسا يصفه متابعون بـ"القوي" و"الشرس".
مدينة العيون:
- حزب الاستقلال وعلاقته بقبيلة "الركيبات" -فخذ التهالات-:
تُعد قبيلة "الركيبات" واحدة من القبائل العريقة في الجنوب المغربي، وقد ارتبط اسمها بحزب الاستقلال، بشكل كبير، منذ سنوات، وذلك بالنظر للشهرة الكبيرة التي اكتسبتها عائلة "ولد الرشيد"، المنتمية تحديدا لفخذ "التهالات"، البارزة سياسيا باسم "الميزان" في أشخاص مولاي حمدي ولد الرشيد، الذي يشغل منصب رئيس جماعة العيون الحضرية والمنسق الجهوي للحزب بالجهات الجنوبية الثلاث للمملكة، وابن أخيه سيدي حمدي ولد الرشيد، الرئيس الحالي لجهة العيون-الساقية الحمراء، وابنه (ابن مولاي حمدي ولد الرشيد) سيدي محمد ولد الرشيد، النائب الأول لرئيس جماعة العيون.
- حزب الأصالة والمعاصرة وعلاقته بقبيلة "الركيبات" –فخذ البيهات-:
هذا الفخذ المنتمي أيضا لـ"الركيبات"، لا يقل شأنا ولا قيمة عن نظيره "التهالات"، وقد ارتبط "البيهات"، سيما عائلة "الجماني" الشهيرة في عالم المال والأعمال وتوفير فرص الشغل، بحزب الأصالة والمعاصرة منذ أعوام. وخلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة تقرر أن يسير اسم هذه العائلة على نفس المنوال، وذلك بترشُّح النائب البرلماني سيدي محمد الجماني، المعروف بعدم تقديمه لأي تدخل أو سؤال طيلة ولايته البرلمانية عن دائرة العيون التي امتدت لـ5 سنوات، (بترشحه) على مستوى جهة العيون-الساقية الحمراء باسم "الجرّار".
- حزب التجمع الوطني للأحرار وعلاقته بقبيلة "أزركيين":
برزت علاقة حزب التجمع الوطني للأحرار بقبيلة "أزركيين"، منذ سنوات، بشكل قوي، على مستوى جماعة فم الواد، التي تبعُد عن مدينة العيون بما يقارب 24 كيلومترا، وذلك بترشُّح محمد عياش، ابن القبيلة المنُتمي لفخذ "الكرّح"، رئيس الجماعة السالفة الذكر، باسم "الحمامة"، وهو أيضا المنسق الجهوي للأحرار بجهة العيون-الساقية الحمراء. فقد بات الآن اسم "أزركيين" مرتبطا بـ"الحمامة" جهويا، وهو ما قد يمنح للحزب قيمة مُضافة لا غنى عنها، يُجمِعُ متابعون، بالنظر لعراقة وضخامة هذه القبيلة الممتدة على مدى عقود من الزمن.
- حزب الاتحاد الاشتراكي وعلاقته بقبيلة "أيت لحسن":
عند الحديث عن قبيلة "أيت لحسن"، الشهيرة والممتد تاريخها بالصحراء المغربية منذ زمن بعيد، (عند الحديث عنها) وعلاقتها بحزب الاتحاد الاشتراكي قُبيل انتخابات 2021، فإن البوصلة ستتجه صوب محمد الرزمة، ابن القبيلة والمستشار البرلماني، الذي عاد حديثا من حزب التجمع الوطني للأحرار، متخذا "الوردة" وجهة جديدة له، إذ يُرتقب خوضه للاستحقاقات الانتخابية المقبلة على مستوى مدينة المرسى، التي تبعد بما يقارب 30 كيلومترا عن العيون، والتي يترأس جماعتها حاليا بدر الموساوي، المنتمي لحزب الاستقلال، وهو ابن قبيلة "الركيبات" –فخذ سلّام-.
© Copyright : يوسف الحراق - Le360
مدينة بوجدور:
- حزب الاستقلال وعلاقته بقبيلة أولاد "تيدرارين":
لطالما ارتبط حزب "الميزان"، على مستوى مدينة بوجدور، جنوب المملكة، بالسياسي البارز عبد العزيز آبا، رئيس جماعة بوجدور الحضرية، وهو ابن قبيلة "أولاد تيدرارين" (الأنصار) العريقة. فهذا الرجل، الشهير بلقب "سبيسيال"، يصفه متابعون بـ"اختصاصي البلدية"، إذ يترأسها منذ سنوات طوال، مستفيدا من ثقة منتخِبيه وشموخ قبيلته التي لا تقلُّ شأنا عن باقي قبائل الصحراء المغربية.
- حزب التجمع الوطني للأحرار وعلاقته بقبيلة "أيت باعمران":
لا يمكن أن يخفى اسم عائلة "الدرهم" عن متابعي الساحة الحزبية السياسية، خصوصا بالأقاليم الجنوبية. فحسن الدرهم، رجل الأعمال والسياسي البارز في الصحراء المغربية، ابن قبيلة "أيت باعمران" الشامخة جهويا ووطنيا، يعتزم خوض انتخابات 2021 على مستوى جهة العيون-الساقية الحمراء، التي تضم مدينة بوجدور، بتزكية من حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي اِلتحق به منذ فترة قصيرة، قادما من حزب الاتحاد الاشتراكي، التي ترشّح باسمه سلفا. فهذه القبيلة، لا شك أنها ستسعى لدعم ابنها سياسيا، وهو الدعم الذي قد ينعكس إيجابا على حزب "الحمامة" بالمنطقة، يَتوقع متابعون للساحة السياسية.
- حزب الأصالة والمعاصرة وعلاقته بقبيلة "العروسيين":
إذا ما تحدّثنا عن العلاقة الوطيدة التي تجمع حزب الأصالة والمعاصرة بقبيلة "العروسيين"، العريقة والشامخة تاريخيا على غرار باقي قبائل الجنوب المغربي، فإن الاسم الجامع بين الاثنين والبارز سياسيا بمدينة بوجدور سيكون هو عبد الله ادبدا. فحزب "الجرّار" سيواصل الاستعانة بادبدا، على أمل الاستفادة من خبرته وكذا من شعبيته وسط "أبناء عمومته"، أبناء قبيلة "العروسيين"، خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة، حتى وإن كان "ابن عمّه" المحجوب ادبدا سيخوض غمار انتخابات 2021 كوكيل للائحة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بالمدينة ذاتها.
© Copyright : يوسف الحراق - Le360
مدينة الداخلة:
- حزب التجمع الوطني للأحرار وعلاقته بقبيلة "أولاد دليم":
يضع حزب التجمع الوطني للأحرار برئاسة زعيمه عزيز أخنوش ثقته الكاملة في البارز سياسيا محمد الأمين حرمة الله، ابن قبيلة "أولاد دليم" الشهيرة والعريقة، المنسق الجهوي لـ"الحمامة" والرئيس الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الداخلة-وادي الذهب، (يضع فيه ثقته الكاملة) للمضي قُدما خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة، أملا في استفادته من أصوات "أبناء العمومة" والمقتنعين بمشروعه الانتخابي، حتى ينعكس ذلك إيجابا على الأحرار على مستوى الجهة الجنوبية للمملكة، وبالتالي يُشكل انضمامه لحزب أخنوش قادما من الاستقلال انتصارا للأول وخسارة للثاني، يرى متابعون.
- حزب الاستقلال وعلاقته بقبيلة "أولاد دليم":
سيسعى حزب الاستقلال، خلال انتخابات 2021، الحفاظ على منصب رئاسة المجلس الجهوي لجهة الداخلة-وادي الذهب، الذي يتزعمه ينجا الخطاط، السياسي البارز الذي شارك في مفاوضات جنيف حول قضية الصحراء المغربية، وهو كذلك ابن قبيلة "أولاد دليم" التي لا يخفى شموخها عن أصحاب الدراية بقبائل الجنوب. فينجا الخطاط، وبعد ولايته الأولى على رأس الجهة المُشار إليها، سيواصل الدفاع عن منصبه باسم "الميزان"، مُحاولا الاستفادة من إنجازاته، التي تختلف وتتضارب الآراء حولها وسط سكان الجهة بين مُشيدين ومنتقدين، ثم كذلك من حماس "أبناء عمّه" الداعمين لشخصه.
- حزب الحركة الشعبية وعلاقته بقبيلة "الركيبات" –فخذ البيهات-:
هي علاقة لا تخفى عن متابعي الشأن السياسي بالأقاليم الجنوبية عامة، وجهة الداخلة-وادي الذهب على وجه التحديد، بطلُها بشكل بارز صلوح الجماني، رئيس جماعة الداخلة الحضرية، وهو ابن "الركيبات" –فخذ البيهات- اللذين أشرنا إلى عراقتهما سلفا على غرار باقي "أفخاذ" القبيلة. فالرجل سيواصل الترشح باسم حزب "السنبلة" خلال استحقاقات 2021، أملا في تحقيق انتصار جديد مدعوم من "أبناء العمومة" وأصحاب الثقة في مشروع الجماني الانتخابي.
© Copyright : يوسف الحراق - Le360
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة التصويت، في الانتخابات الجماعية والتشريعية على حد سواء، تكون مرتفعة للغاية بالأقاليم الجنوبية، وفقا لأرقام رسمية، كما لابد من التذكير بأن العامل القَبَلي يبقى عاملا حاسما في الاستحقاقات الانتخابية، لكن تبقى أصوات سُكّان الصحراء المغربية، ذوي الأصول غير الصحراوية، أيضا بمثابة قوة ناخبة وعامل آخر يمكن أن يُرجّح كفة مترشح عن غيره.
