رمطان لعمامرة يهاجم ناصر بوريطة على أمل التكفير عن حملته المعادية لإسرائيل

DR

في 16/08/2021 على الساعة 20:51

اتهم وزير الشؤون الخارجية الجزائري، في بيان نشر يوم الأحد 15 غشت 2021، ناصر بوريطة بأنه المسؤول عن التصريحات "المغلوطة" حول الجزائر. غير أن هذه التصريحات صدرت على لسان وزير الديبلوماسية الإسرائيلية، يائير لبيد.

في بيان صدر يوم الأحد 15 غشت عن وزارته، أظهر رمطان لعمامرة، رئيس الدبلوماسية الجزائرية، مرة أخرى مدى عدائه المرضي ضد المغرب. تتحمل المملكة هذه المرة مسؤولية التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي أعرب عن قلقه من الدور "الذي تلعبه الجزائر في المنطقة وتقاربها مع إيران والحملة التي قادتها ضد الاعتراف بإسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي". هذه التصريحات أدلي بها يوم الخميس الماضي في مؤتمر صحفي بالدار البيضاء عقب زيارة رسمية قام بها المسؤول الإسرائيلي للمغرب.

وذكرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيانها الصحفي الرسمي: "الصحافة الدولية نشرت بعض التصريحات المغلوطة والخبيثة الصادرة عن المغرب بشأن الجزائر ودورها الإقليمي وعلاقاتها مع دولة ثالثة"، هذا ما ورد في البيان الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية. فقد تفادى أي هجوم مباشر ضد إسرائيل، لكن استهدف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الذي أصبح شوكة في حلق النظام الجزائري، بسبب الضربات القاسية التي وجهها للطغمة العسكرية، التي كشف عن حقيقتها وقدمت الدلائل على أن نزاع الصحراء هو نزاع بين المغرب والجزائر.

وكتبت الخارجية الجزائرية أن "الخرجة الطائشة، تمت بتوجيه من قبل ناصر بوريطة، بصفته وزيرا لخارجية المملكة المغربية، تعكس الرغبة المكتوبة لدى هذا الأخير (بوريطة) في جر حليفه الشرق أوسطي الجديد في مغامرة خطيرة موجهة ضد الجزائر وقيمها ومواقفها المبدئية".

عندما نعرف شخصية يائير لبيد، الرجل الذي كان وراء الائتلاف الذي أنهى حكم بنيامين نتنياهو، لا يسعنا إلا أن نندهش من الخفة التي يتعامل بها لعمامرة مع الشخص الذي من المحتمل أن يصبح رئيس الوزراء في إسرائيل مستقبلا. في الواقع، لا يجرؤ رئيس الدبلوماسية الجزائرية على التكفير عن الحملة المسعورة، ولكن دون نتيجة، التي شنها ضد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، الذي لم يفعل شيئا سوى منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي بناء على طلب الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في المنظمة الإفريقية.

أما بالنسبة لإيران، فلا يتعين على المرء سوى النظر إلى الزيارة التي قام بها الوزير الأول الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن، إلى طهران، يوم خامس غشت، بينما تواجه الجزائر أزمة صحية خانقة، لفهم أولويات الطغمة العسكرية الحاكمة.

ويبقى أن نعرف لماذا انتظر لعمامرة أربعة أيام للتظاهر بالرد على تصريحات يائير لبيد بشأن الجزائر بمهاجمة المغرب مباشرة. لأنه في غضون ذلك، اعتقد أنه من خلال دعوة نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، للقيام بزيارة رسمية إلى الجزائر العاصمة خلال نهاية هذا الأسبوع يومي 14 و15 غشت، سينجح في إحداث التوازن بعد الزيارة التي قام بها إلى المغرب.

كان لعمامرة يأمل في أن يحصل على تصريح سلبي من مولود جاويش أوغلو، الذي تنتقد بلاده ظاهريا إسرائيل، بشأن زيارة المسؤول الإسرائيلي للمغرب ليستغلها في دعايته. لكن خاب مسعاه، لأنه على الرغم من تلميحات لعمامرة، رفض نظيره التركي التطرق إلى هذا الموضوع خلال مؤتمرهما الصحفي المشترك، وأكد أن تركيا ليست دولة تقبل أن نملي عليها سياستها الخارجية. على الأقل ليست الجزائر، التي كانت في السابق تابعة للدولة العثمانية. وهكذا، تلقى لعمامرة صفعة من نظيره التركي الذي لم يتطرق في تصريحاته ولو مرة واحدة إلى الصحراء أو المغرب، في حين أن وزارة الخارجية الجزائرية، التي تعرضت لنكسات متوالية، تسعى جاهدة، ولكن دون جدوى، إلى الحصول على دعم دولة قوية في سياستها المعادية للوحدة الترابية للمملكة.

بعد هذا الفشل في مناورته الجديدة، وهي الطريقة المعتادة للدبلوماسية الجزائرية، لجأ رمطان لعمامرة إلى وسائل الإعلام المحلية لنشر بيانه الصحفي ومهاجمة المغرب.

وأضاف بيان الخارجية الجزائرية: "المغامرة الخطيرة تكذب شعار اليد الممدودة المزعومة التي تستمر الدعاية المغربية في نشره بشكل مسيء وعبثي".

من خلال هذه الخرجة الجديدة، يثبت النظام الجزائري مرة أخرى أنه في حالة تيه تام. للتكفير عن تحركاته المعادية لإسرائيل، البلد الذي يخشاه، اختار هذا النظام التهجم على ناصر بوريطة بسبب تصريحات نظيره الإسرائيلي. موقف طفولي والذي قبل كل شيء لن يخدع يائير لبيد ثاقب الذهن بشأن الطلب الأخرق للعمامرة للصفح عن تلك التحركات ضد إسرائيل.

ناصر بوريطة يتحمل المسؤولية عن الخطأ ويقبل عن طيب خاطر هجمات لعمامرة طالما أنها تسير في الاتجاه الصحيح، حتى لو اختارت مسارات ملتوية. السيد لعمامرة واصل، فأنت على الطريق الصحيح.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 16/08/2021 على الساعة 20:51