الصحراء: مقتل ضابط كبير في جبهة البوليساريو يشكل ضربة للانفصاليين وللجزائر

عناصر من الجيش المغربي في الصحراء . DR

في 08/04/2021 على الساعة 15:52

بحسب قيادة البوليساريو، قتل ضابط كبير في الجيش الانفصالي يدعى الداه البندير خلال هجوم بطائرة مسيرة مغربية أثناء محاولته الهجوم على القوات المسلحة الملكية. وقد سبب مقتل هذا الانفصالي ارتباكا في الرابوني وفي الجزائر. وإليكم السبب.

لم يرغب أي مصدر مغربي في تأكيد هذا الخبر. لكن شرق الجدار الأمني، يخيم الحزن والحداد. حتى أن وكالة البوليساريو الرسمية خصصت ليلة أمس بضعة أسطر لـ"الشهيد" الداه البندير، قبل أن تحذف البيان الصحفي.

صفحات الانفصاليين على مواقع التواصل الاجتماعي يأسفون لفقدان أحد أهم الضباط في جيش البوليساريو الانفصالي. الداه البندير، الذي تدرب على يد الجزائر لقتل المغاربة، تخرج من الأكاديمية العسكرية في شرشال (غرب الجزائر العاصمة)، وهي أهم مراكز تكوين ضباط الجيش الجزائري، وكذلك قادة البوليساريو.

وأشادت المواقع الانفصالية بهذا الرجل وقدمته على أنه أحد أفضل خبراء البوليساريو في الهندسة العسكرية. كانت مهمته هي إيجاد ثغرة في الجدار الدفاعي المغربي وتمكين العناصر المسلحة من اختراقه. غير أنه خاب مسعاه، حيث تم تحييده يوم الثلاثاء 6 أبريل، مع العناصر المسلحة المرافقة له.

لم يتضح بعد موقع غارة الطائرات بدون طيار. تحدثت مصادر عديدة عن تيفاريتي في المنطقة العازلة، لكن قصاصة لوكالة فرانس برس تحدثت أيضا عن "توزكي في جنوب المغرب". تقع هذه البلدة شمال أسا الزاك وللوصول إليها، يتعين على المرء المرور عبر الجزائر. إذا ثبتت صحة هذه المعلومات، فسيكون الأمر خطيرا بشكل خاص، لأنه يعني أن الجزائر تسمح لجنود البوليساريو بدخول المغرب من الأراضي الجزائرية.

على أية حال، كان الذهول هو الذي يسود الصحافة الجزائرية المقربة من النظام. الطائرة بدون طيار المستخدمة لتحييد عناصر البوليساريو التي هاجمت الدفاعات المغربية سرعان ما تم تحديدها على أنها إسرائيلية. بل إن وسائل إعلام أخرى أشارت إلى أن الأمر يتعلق بهجوم قام به جنود إسرائيليون. إن توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل يخفي الذهول الذي أصاب الجنرالات الجزائريين من فعالية الضربة وطبيعة السلاح المستخدم.

وقال ضابط مغربي كبير متقاعد، طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال مع Le360، أن "تدريب طياري الطائرات بدون طيار يستغرق عدة سنوات. لقد اختار المغرب التكنولوجيا والاستخبارات لفترة طويلة من أجل تحديث جيشه". وأضاف: "أن البعض فوجئ بهذه الضربة، لكن هذا الأمر لم يفاجئني. لأن هناك فرقا كبيرا بين جيش محترف، يعمل في صمت ويهتم فقط بالدفاع عن الحدود، وجيش يمارس السياسة ويحب الإكثار الاستعراضات الإعلامية دون قدرة على الرد".

وتلتزم المملكة المغربية بالسلم، لكنها سترد بحزم على كل الأطراف التي تحاول انتهاك حدودها.

وقد أوضح الملك محمد السادس ذلك جيدا لأنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مكالمة هاتفية، بعد تدخل الجيش الملكي في 13 نونبر 2020، في معبر الكركرات لطرد عناصر من البوليساريو. "الملك جدد التأكيد للسيد غوتيريس على تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار. وبالحزم ذاته، تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها"، هذا ما أكده العاهل المغربي في اتصاله مع الأمين العام للأمم المتحدة يوم 16 نونبر 2020. قضي الأمر.

تحرير من طرف محمد بودرهم
في 08/04/2021 على الساعة 15:52