"أنا سعيد للغاية بالإفراج عن البروفيسور المعطي منجب. إن الإفراج المؤقت عنه إشارة قوية إلى أنه في ظل حكم القانون (في المغرب)، سيتمتع بجميع حقوقه، بما في ذلك محاكمته التي يجب أن تكون عادلة"، هذا ما كتبه الصحافية حفصة بوطاهر، الضحية المفترضة للاغتصاب المرتكب من قبل زميلها عمر الراضي الصيف الماضي.
حكم على المؤرخ بالحبس لمدة عام في يناير الماضي بعد إدانته بتهمتي "الاحتيال" و"تبييض الأموال"، وأمضى ثلاثة أشهر رهن الاعتقال قبل الإفراج عنه بكفالة. وتصر حفصة بوطاهر، في اتصال مع Le360، على أن "قرار قاضي التحقيق يؤكد ويثبت استقلالية السلطة القضائية وعدم خضوعها لشبكات التواصل الاجتماعي وأي ضغط من الخارج".
وتشرح لـLe360 أنه "انتصار للحق في الحرية والعدالة، هذه العدالة التي دافعت عنها دائما والتي سأستمر في المطالبة بها بنفس الحماس".
المعطي منجب هو مواطن مغربي، رغم أنه يلوح بجنسيته الفرنسية ويستعملها كورقة جوكر، تتابع حفصة بوطاهر متهكمة على "المدافعين" عن المؤرخ الذين "ركزوا على جنسيته الفرنسية"، بحسب رأيها.
لكن لماذا تتحدث حفصة بوطاهر عن إطلاق سراح المعطي منجب؟ لأن التصريحات التي أدلى بها هذا الأخير عند إطلاق سراحه، تبين للشابة مرة أخرى أنه تم استغلال قضيتها. فقد أظهر الفرنسي-المغربي "انتقائية في تسييس القضايا، ولكن أيضا انتقائية في إطلاق صفة الضحية"، ودعا إلى "الإفراج عمن يعتبرهم أبرياء"، بمن فيهم عمر الراضي، المغتصب المزعوم لحفصة بوطاهر. إن هذا الازدراء لامرأة تدعي أنها تعرضت للاغتصاب، والتي لا ينصفها منجب، هو ما أثار ثائرة حفصة بوطاهر وجعلها تخرج عن تحفظها وتدين سلوك الأكاديمي.
بالنسبة لها، الأمور تجاوزت كل الحدود. "لقد تجاوزت الحد. هذا غير مقبول!"، هكذا انتقدت الشخص الذي يقدم نفسه كمدافع مخلص عن عمر الراضي. في القضية التي يتواجه فيها عمر الراضي والمتهمة، اتخذ المعطي منجب بالفعل موقفا متحيزا، من خلال حديثه، بشيء من الحماس، عن المغتصب المزعوم بأنه مجرد ضحية.
وأشار الأكاديمي في تصريحاته، التي أدلى بها يوم 24 مارس، إلى عمر الراضي من أجل التنديد بما سمّاه ممارسات "الشرطة السياسية". وتأسفت حفصة بوطاهر، في إشارة إلى عمر الراضي، قائلة: "لقد أنكر حقوق شخص آخر من خلال دعمه لفرد دون أن يتحقق مما إذا كان مذنبا أم لا".
وتابعت حفصة بوطاهر انتقاداتها الحادة للمعطي منجب وقالت: "لقد احتقرتم وضعي، وأنكرتم معاناتي، ووصفتم الأمر بأنه مجرد تصفية حسابات (...)، وقررتم طمس قضيتي وخضتم في قضيتي دون موافقتي أو حتى محاولة الاتصال بي"، مذكرة بأنها هي الوحيدة المعنية بهذا الملف وأنها ستدافع عن نفسها ضد أي شخص سيحاول انتهاك حقوقها ومحاولة طمس قضيتها.
ووجهت خطابها مباشرة إلى المعطي منجب قائلة: "أعدك بأنني لن أسكت". وصرحت حفصة بوطاهر لـLe360: "أنا ضحية اغتصاب وأعتزم ممارسة حقوقي التي تكفلها لي المواثيق الدولية والدستور المغربي والقانون الجنائي"، مشيرة إلى أنها لا تسعى إلى "الانتقام" بل إلى "الإنصاف" و"التعويض عن الضرر الجسيم" الذي تعرضت له.
وأكدت أيضا قائلة: "سأستمر في اتباع الإجراءات القانونية المختلفة التي أقرها القانون من أجل تأكيد الحق والحفاظ على كرامتي وكرامة جميع النساء اللواتي تعرضن للاعتداء الجنسي، وخاصة أولئك اللواتي لم يتمكنّ من تقديم شكوى"، موجهة أصابع الاتهام إلى "أولئك الذين يعتقدون أن يد العدالة لن تصلهم وأنهم محميون من قبل من لديهم فن تمويه القضايا الجنائية والادعاء بأنها قضايا حقوق الإنسان".