هذا الشاب يؤكد في شهادته أنه تم اختطافه قبل أن يجد نفسه في حاوية. لم يكثرت جلادوه بالمضاعفات الصحية التي يعاني منها بسبب عملية جراحية في الرئتين، وأمعنوا في التنكيل به وتعذيبه. يحكي أن والدته حضرت للدفاع عن قضيته للوكيل المزعوم الذي قال لها: "لا يهم إذا قضى نحبه!".
مثل هذا الشاب، يحتجز العشرات من الشباب الصحراويين في هذا "المعتقل" دون أدنى دليل على الجرائم التي اتهمهم بها قادة البوليساريو، كما أفاد معتقل ثان في شهادته أمام الكاميرا. وأكد قائلا: "تم التنكيل بنا ودوس حقوقنا. لقد تم جمعنا في حاويات. هناك قاصرون ومعاقون ومرضى أبرياء هنا"، مستنكرا ما سمّاه "النظام القضائي" المزعوم في المخيمات.
وأوضح المعتقل الثاني في شهادته أن "أبناء القادة الذين حوكموا بتهمة الاغتصاب يحتجزون لبضعة أيام فقط لحمايتهم من أسر ضحاياهم، ثم يتم الإفراج عنهم بسرعة بينما يتم نسيان الأبرياء هنا".
ويطالب المعتقلان بتدخل المنظمات الإنسانية الدولية، وكذلك المغربية، لإخراجهما من هذا "المعتقل" المتواجد على التراب الجزائري. مركز احتجاز "الذهيبية" له سمعة سيئة وقاتمة.
في عام 2018، توفي هناك معتقل نتيجة التعذيب بينما سعت البوليساريو لإخفاء جريمة القتل من خلال الادعاء بأن الأمر يتعلق بانتحار. كما أنه في عام 2014، نشر معتقل سابق مقطع فيديو يسرد فيه الفظائع التي عانى منها أثناء إقامته في هذا السجن، حيث ظروف الاعتقال لا تستجيب لأبسط الحقوق.
منذ ذلك الوقت، أيدت الجزائر هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أراضيها، والتي لم يعد من الممكن تجاهلها.