أرادت جنوب إفريقيا أن تخلف الجزائر على رأس اللجنة القوية المسؤولة عن الشؤون السياسية والسلم والأمن. لكن دول القارة قررت خلاف ذلك، وانتخبت النيجيري بانكول أديوي على رأس هذه المفوضية العليا داخل الاتحاد الإفريقي. لذلك ينبغي على الرئيس الجديد، الذي يخلف المفوض الجزائري سيئ السمعة، إسماعيل الشرقي، أن يسمح لهذه المفوضية الهامة داخل أجهزة الاتحاد، العمل على خدمة الأمن والسلم في القارة الإفريقية، دون الخضوع لأي أجندة سياسية محددة مسبقا.
وقد حدد الرئيس الدوري الجديد للاتحاد الإفريقي، فيليكس تشيسكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي خلف الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، التحديات التي تنتظر القارة الإفريقية: مكافحة تغير المناخ والعنف الجنسي وتعزيز منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
وكما كان متوقعا، فقد أعيد انتخاب التشادي موسى فقي محمد رئيسا لمفوضية الاتحاد الإفريقي لولاية جديدة مدتها أربع سنوات. المرشح الوحيد لخلافة نفسه، نشر تغريدة على تويتر بعد إعادة انتخابه، قال فيها: "تشرفت بهذا التصويت بالثقة الساحق الذي حظيت به".
وقد انتخبت الرواندية مونيك نسانزاباكانوا نائبة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وفي ما يتعلق بلجان الاتحاد الإفريقي الستة، عادت مفوضية الزراعة والتنمية القروية إلى الأنغولي جوزيفا ليونيل كورييا ساكو. وكان مغربي قد ترشح لهذا المنصب. وتم انتخاب الزامبي ألبرت موشانكا لرئاسة اللجنة المسؤولة عن التنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة.
وقد تم تعليق انتخابات تعيين المفوض المسؤول عن التعليم والعلوم والتكنولوجيا، لأن المرشحين لهذا المنصب (من جنوب إفريقيا وزيمبابوي) ينتمون إلى منطقة حصلت بالفعل على مرشحين على رأس لجنة الزراعة واللجنة المتعلقة بالتنمية الاقتصادية. لذلك سيتم تنظيم الانتخابات في يونيو 2021، لاختيار مرشح جديد لرئاسة هذه اللجنة.
وانتخبت المصرية أماني أبو زيد لرئاسة مفوضية البنية التحتية والطاقة. أما المرشحة الموريتانية فلم تنتخب رئيسة لمفوضية الشؤون الاجتماعية والصحة، لأن المنطقة الشمالية قد حصلت بالفعل على مفوضة في شخص المصرية أماني أبو زيد. وبالتالي، سيتم تنظيم الانتخابات مرة أخرى في يونيو 2021، لاختيار رئيس جديد لهذه اللجنة.
أما بالنسبة للمفوضية القوية المتعلقة بالشؤون السياسية والسلم والأمن، فإن بانكول أديوي النيجيري هو المسؤول الآن عن تطهير هذه المفوضية وتخليصها من المناورات الخسيسة لسلفه الجزائري إسماعيل الشرقي وأن يجعل هذه المفوضية في خدمة القضايا المهمة والتحديات الكبرى للقارة الإفريقية.
وعلم Le360 أن دولتين حاولتا تأجيل انتخابات المفوضين عن طريق تقنية التناظر عن بعد، تحت ذريعة الحاجة الملحة لمواصلة محاربة وباء كوفيد-19 بنفس الفريق الموجود داخل الاتحاد الإفريقي. ولكن تم رفض اقتراحهما بالإجماع تقريبا.
وردا على سؤال لـLe360 عن مرشحي المغرب، أجاب مسؤول بوزارة الخارجية: "المرشح الحقيقي للمغرب هو قيادة الاتحاد الإفريقي". ففي ظل عدم تلقي رئاسة جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تتولى الرئاسة الدورية السنوية للاتحاد وكذا رئاسة مفوضية السلم والأمن، تعليماتها من الجزائر، فإن الظروف مهيأة الآن لجعل قيادة الاتحاد الإفريقي رهانا حقيقيا.