الاتحاد الإفريقي: السفراء مستاؤون من العراقيل الديبلوماسية للجزائر

DR

في 28/01/2021 على الساعة 21:00

لاعتبارات سياسية بحتة، تواصل الجزائر معارضتها لكل المشاريع الوحدوية والهيكلية من أجل تحقيق التكامل القاري. وهذه المواقف السلبية للجزائر شجبها الممثلون الدائمون مرة أخرى خلال الاجتماع التحضيري الأخير لقمة الاتحاد الإفريقي المقبلة. تفسيرات.

عانى الممثلون الدائمون للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، المجتمعون مؤخرا، مرة أخرى من مناورات الدبلوماسية الجزائرية. فهذه الأخيرة، كما هي عادتها، مصممة على خدمة أجندتها بشكل حصري، وضرب مصالح المغرب قدر الإمكان. لقد سعت بكل الوسائل إلى وضع قضية الصحراء في صلب المناقشات، في حين تم تخصيص هذا الاجتماع التحضيري للقمة المشتركة للاتحاد الإفريقي، التي ستعقد الأسبوع المقبل، للمصادقة على إطلاق 73 مشروعا هيكليا، تم اختيارها من قبل مفوضية الاتحاد الإفريقي وتم التصديق عليها في السابق من قبل وزراء الطاقة والسياحة الأفارقة.

وهكذا، حاول ممثل الجزائر رفض أربعة مشاريع حظيت بإجماع قادة الدول الإفريقية، بل إن بعضها لا تهم بلاده. بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية في شمال حوض الصحراء أو على نهر النيجر - وهي منطقة تريد الجزائر أن تحافظ على بعض الضغط عليها- عارض صلاح فرانسيس المهدي بشكل خاص مشروعين تشارك فيهما المملكة. ويتعلق الأمر بمشروع بناء كابل بحري عالي السرعة من الألياف البصرية بين دول اتحاد المغرب العربي، فضلا عن دراسات الجدوى التقنية والاقتصادية للربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا.

سبب استياء ممثل الجزائر: المشاريع التي تمر بالمغرب تعترف ضمنيا حسب قوله بسيادة المملكة على الصحراء الأطلسية.

غير أنه لحسن الحظ، فإن العائلة الإفريقية، التي لا تزال ملتزمة بتحقيق أهداف أجندة التنمية 2063، وقبل كل شيء على دراية بالدور البناء الذي يلعبه المغرب في هذا السياق، لم تخضع للضغوط الجزائرية. لقد وقفت إفريقيا ككل لتقول بحزم "لا" لهذا النهج المغرض الذي تتبعه الجزائر، والذي يهدف إلى عرقلة مسار التكامل في القارة. تم تحويل اعتراضات ممثل الجزائر ودميته، البوليساريو، إلى تحفظات بسيطة تم التعبير عنها وتم تسجيلها في حاشية بالكاد يمكن قراءتها في نص القرار النهائي المعتمد في هذا الاجتماع للجنة الممثلين الدائمين.

غير أن الذين حضروا هذا الاجتماع أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بسبب الموافق غير البناءة للجزائر، التي تعارض بشكل أعمى المشاريع الواعدة، بل والاستراتيجية، من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والطاقي في إفريقيا. الجزائر، تثير بشكل متزايد سخط وعدم فهم وفود الاتحاد الإفريقي، الذين شاهدوا وتحملوا هذا التعنت والرغبة في تسييس كل شيء، بغض النظر عن الضرر الاجتماعي والاقتصادي الذي يلحق بالقارة الإفريقية بأكملها.

هذه الحلقة تكشف المناورات المعرقلة للدبلوماسيين الجزائريين، الذين لا يترددون في الوقوع في العبث، حتى لو كان ذلك يعني إعاقة تنمية وتطور قارة بأكملها... وهذا ما يزيد من عزلة الجزائر، حتى في دائرتها الصغيرة من المؤيدين، التي تتقلص من سنة إلى أخرى.

تحرير من طرف محمد شاكر العلوي
في 28/01/2021 على الساعة 21:00