وأضافت الجريدة أن الهدف من خرجة حامي الدين، المعروف بعدائه للبام، حسب متتبعين، هو التشويش وعرقلة مساعي تطبيع العلاقة بين الحزبين الفريقين، ودعوة وهبي إلى تجاوز الخطوط الحمراء، وتدشين مرحلة جديدة من التنسيق والتشاور بين الطرفين، مبرزة أن وهبي رفض التعليق على خرجة حامي الدين وبيان مجموعة الخمسين.
وأشار مقال "الصباح" إلى أن التقارب بين الغريمين السياسيين يجد معارضة قوية داخل "الجرار" و"المصباح"، خاصة من طرف المقربين من الأمين العام السابق لـ"بيجيدي" عبد الإله ابن كيران، الذين يعتقدون أن ثاني قوة سياسية في البرلمان، ليست سوى أداة للتحكم تفتقد للقرار السياسي المستقل.
في المقابل، عبَّر المعارضون الموقعون على بيان «مجموعة الخمسين» داخل" البام"، التي يقودها عضو المكتب السياسي السابق والمقرب من إلياس العماري المهندس جمال شيشاوي، عن رفضهم لنتائج اللقاء مع سعد الدين العثماني وتصريحاته، التي اعتبروها "إساءة مباشرة للحزب"، حين وضع "استقلالية القرار الحزبي وخدمة مصالح المواطنين شروطا ضمنية لأي صيغة للعمل المشترك"، حيث وصفت المجموعة اللقاء بين قيادات الحزبين، بـ"الشبهة السياسية التي تدين القيادة الحالية، وتضعها خارج رهانات الحزب وهويته ومشروعه الحداثي الديمقراطي، بقبولها وضعية الذيلية واللحاقية".
واعتبر أعضاء المجموعة التي تضم فريد أمغار، رجل الأعمال، وعضو المكتب الفدرالي السابق، والبرلمانية ابتسام العزاوي، وخديجة الكورة وعدي الهبية، وعبد المطلب أعمار، وحسن التانقي، وكلهم من الوجوه التي وجدت نفسها خارج فريق القيادة الجديدة للبام بعد المؤتمر الوطني الأخير، أن اللقاء هو استجداء خصم سیاسي طالما هاجم مؤسسي المشروع وقياداته، ومازال مستمرا في نعته بأبشع النعوت وأحطها، التي وصلت إلى اتهامات رخيصة أمام صمت مخجل لمهندسي اللقاء.
وحسب "الصباح"، فقد طالبت ابتسام العزاوي، برلمانية «البام»، الأمين العام بفتح تحقيق قضائي بشأن الاتهامات الموجهة إلى الحزب، وبالأخص خرجة حامي الدين، التي دعا فيها إلى الكشف عن الحقائق الخفية التي توجد في أرشيف الحزب وداخل مطبخ الشؤون المالية، مؤكدة في تدوينة لها على حسابها بـ"فايسبوك"، أن "الموضوع يجب أن يكون محل تحقیق من قبل النيابة العامة لتوضيحه بشكل لا غبار عليه".