وزيرة الخارجية الإسبانية "غير مرغوب فيها" بالجزائر بسبب الصحراء

DR

في 25/02/2020 على الساعة 14:17

بعدما كانت مرتقبة يوم الأربعاء 26 فبراير، تم تأجيل زيارة وزير الشؤون الخارجية الإسبانية إلى الجزائر إلى موعد آخر غير محدد من قبل السلطات الجزائرية. وفيما يلي التفاصيل.

الزلزال السياسي والإعلامي الذي أحدثته اللقاء غير المسؤول الذي أجراه كاتب الدولة، ناتشو ألفاريز، المنتمي لحزب بوديموس اليساري المتطرف، يوم الجمعة 21 فبراير بمدريد، مع "وزيرة صحراوية" مزعومة، كان له "رد فعل" من قبل الجزائر. فالزيارة التي كانت تعتزم وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية يوم الأربعاء 26 فبراير 2020 إلى الجزائر، تم تأجيلها "بطلب من السلطات الجزائرية".

السؤال المطروح: ما هو الإكراهات الذي قد يتعلل به وزير الشؤون الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، من أجل إلغاء لقاء مع نظيرته الإسبانية؟

يمكن أن يكون "إكراه يتعلق بأجندة الوزير". هذا على كل حال "السبب" الذي قدمته باستغراب صحيفة إلبايس الإسبانية التي أشارت إلى أن وزير الشؤون الخارجية الجزائري سيكون حاضرا في ذلك اليوم في نشاط رسمي يترأسه رئيس الحكومة، عبد العزيز جراد. أما موقع "إيل كونفيدينسيال" فقد كان أكثر وضوحا عندما عنونت مقالها بـ"الجزائر تلغي لقاء مع أرانتشا غونزاليس لايا من أجل مساندة إسبانيا للمغرب في ملف الصحراء".

هل يمكن لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بالتالي الموافقة المسبقة وبالاتفاق المتبادل مع نظيرتها الأسبانية، على تاريخ الزيارة للجزائر، وبعد ذلك تقرر، من جانب واحد، بـ"تأجيلها" أو إلغاؤها؟ ما هو طابع هذا النشاط المزعوم لرئيس الحكومة، عبد العزيز جراد، والذي يفرض تأجيل هذه الزيارة الاستراتيجية لوزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، فيما يتعلق بالقرار أحادي الجانب للجزائر بالمضي قدما في ترسيم حدودها البحرية على حساب المجال البحري الإسباني (جزر البليار)، بل وحتى المجال البحري الإيطالي!

من الواضح، بصرف النظر عن حقيقة النظام العسكري الجزائري – والمسالة يلزمها تحليل نفسي! – له عقدة مرضية اتجاه المغرب، وخاصة فيما يتعلق بمسألة وحدته الترابية. من الواضح أن "العصابة" المتنفذة في الجزائر لم تستسغ أن الشخصية الثانية في حزب بوديموس، ويتعلق الأمر هناك بكاتب الدولة في الشؤون الاجتماعية، ناتشو ألفازيز، تمت إعادته إلى جادة الصواب من قبل زميلته في الحكومة، وزيرة الشؤون الخارجية أرانتشا غونزاليس عقب اجتماعه يوم الجمعة 21 فبراير في مدريد مع "وزيرة" مزعومة لـ"الجمهورية الصحراوية" الوهمية ، في تناقض تام مع موقف الدولة الإسبانية التي لا تعترف بهذا الكيان المصطنع الذي تم اختلاقه ودعمه ماليا ودبلوماسيا وعسكريا من قبل الأوليغارشية العسكرية الجزائرية.

إن "السبب" الذي قدمه رئيس الدبلوماسية الجزائرية، التي لا تفوت أية فرصة للتهجم على المغرب، غير مقبول وغير معقول. يبدو أن العداء الدفين للمغرب هو المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية الجزائرية، وهي مستعدة للتضحية بمصالح شعبها لمواصلة مواجهة المصالح العليا للمغرب، وبشكل خاص لوحدته الترابية التي توحد المغاربة من طنجة إلى الكويرة، هذا دون الحديث عن الإجماع الدولي الواسع حول الحقوق الشرعية وغير القابلة للتصرف للمملكة على أقاليمها الصحراوية.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 25/02/2020 على الساعة 14:17