جبهة البوليساريو مدينة للجنرال الإيراني، قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي قتل يوم الجمعة 3 يناير الجاري في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي. فقاسم سليماني، مهندس إستراتيجية جمهورية إيران الإسلامية في الشرق الأوسط، "كان بالفعل وراء دعم العديد من حركات التمرد في العالم العربي، بما في ذلك جبهة البوليساريو الانفصالية"، هذا ما أوضحه مقال لـ"ساحل أنتيليجونس" (Sahel Intelligence) بعنوان "تعازي البوليساريو السرية للإيرانيين بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني".
"لقد حرص إبراهيم غالي على بعث رسالته إلى الإيرانيين عبر طرق ملتوية وحذرة خوفا من إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وفق ما كتبه هذا الموقع الذي يوجد مقره بباريس، نقلا عن "مصادر مطلعة" تقيم في الرابوني بالجزائر، حيث يوجد مقر القيادة الانفصالية.
وأشار الموقع ذاته إلى أن "الواجب الذي يشعر به قادة البوليساريو بتقديم التعازي في مقتل الجنرال قاسم سليماني مرتبط بشكل وثيق بالدعم الذي قدمه هذا القائد الإيراني للحركة الانفصالية"، مضيفا "في الواقع، كان (الجنرال سليماني: ملاحظة المحرر) هو الذي أصدر الأمر بإرسال، من خلال حزب الله اللبناني، ضباط من الجيش الإيراني إلى مخيمات تندوف للإشراف على تدريب ميليشيات البوليساريو".
تذكرون أنه يوم فاتح ماي 2018 أعلن المغرب، عن طريق وزارة الشؤون الخارجية، عن قطع علاقاته الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية، احتجاجا على الدعم العسكري الذي قدمته طهران، عبر حزب الله اللبناني، إلى الجبهة الانفصالية. وقال وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي عاد لتوه من إيران حيث التقى نظيره الإيراني جواد ظريف لإبلاغه بقرار المغرب، إن "المغرب لديه أدلة دامغة وأسماء ووقائع دقيقة تدل على دعم حزب الله لجبهة البوليساريو الانفصالية من أجل الإضرار بالمصالح العليا للمملكة".
هذه الحقائق الدامغة على الدعم الإيراني لجبهة البوليساريو، وضع النظام الجزائري في حرج كبير. والدليل على ذلك: في شهر شتنبر 2018، اضطر الدبلوماسي الإيراني، أمير موسوي، إلى أن يحزم حقائبه ويترك منصبه في الجزائر العاصمة، بعد أن لعب دور الوسيط بين حزب الله اللبناني وجبهة البوليساريو الانفصالية.