كنا نعتقد بأنه قدم استقالته "لأسباب صحية". كان هذا هو السبب الذي قدمه يوم 22 ماي الماضي في رسالة استقالته التي بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش والتي تم إخبار الرأي العام بمضمونها في بلاغ موقع من قبل المسؤول الأول في الأمم المتحدة. ستة أشهر بعد هذه الاستقالة، المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، يناقض نفسه ويظهر من خلال اللقاء الذي عقده يوم الاثنين 25 نونبر 2019 مع الانفصالية أمينتو حيدر، بمكتبه، أو بالأحرى بمنزله ببرلين!
لنتجاوز هذا الأمر، لأن السؤال الذي يطرح ليس بشأن هذا اللقاء الغامض بين المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ولكن يطرح بشأن "التزامه الشخصي" الذي ربما كان قد أكده لهذه الخائنة، التي اسمها الحقيقي أمينتو حيدرون، والتي تستعمل جواز سفر مغربي في تنقلاتها إلى الخارج والممولة من قبل أموال النفط الجزائري، مع الاستمرار في جحد مغربيتها لفائدة كيان وهمي يدعى "الجمهورية الصحراوية" المزعومة، التي يرعاها النظام العسكري الجزائري العازم على مواصلة سياسته العدائية ضد المغرب ووحدته الترابية.
"إنه لشرف عظيم لي حقا أن استقبلني المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس هورست كوهلر. شكرا جزيلا، سيدي الرئيس، على نبلكم والتزامكم الشخصي تجاه الشعب الصحراوي"، هذا ما قالته وهي منتشية "غاندي الصحراء الغربية"، بعد لقائها غير المتوقع مع الوسيط السابق "المحايد جدا" في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
هذا الاجتماع الغريب مع الرئيس الألماني السابق يذكر بالزيارة الأخيرة التي قام بها سلفه "المحايد جدا" هو الآخر، كريستوفر روس إلى مخيمات حمادة تندوف، وهي الزيارة التي أعطي لها طابع "أكاديمي"، غير أن ما يفند هذا الزعم هو اللقاءات التي عقدها مع قادة الطغمة الانفصالية في الرابوبي، برئاسة الجلاد إبراهيم غالي، المتابع بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية من قبل أعلى محكمة إسبانية.
هذا من شأنه أن يطمئننا إلى "الحياد" المزعوم لكل من كريستوفر روس، السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر، ولهورست كوهلر، الذي كان ميله "الإفريقي" لا يحتاج إلى دليل، وهو نفس "الحياد" الذي مازال يحرك قادة جنوب أفريقيا للدفاع على أسطورة "إنهاء استعمار الصحراء الغربية" وجميع أولئك الذين يدورون في المحور الأنجلو سكسوني، هذا دون الحديث عن النظام العسكري الجزائري الذي يواجه ثورة شعبية عارمة، لصالح أيديولوجية عالمثالتية متحجرة لا تتماشى والحقائق الجيوسياسية الجديدة.