يقع معبر "زوج بغال" على الطريق الواصل بين مدينة وجدة عاصمة الشرق ومدينة مغنية غربي الجزائر، ويبعد عن مركز مدينة وجدة بحوالي 12 كلم، ويحمل المعبر من الجانب الجزائري اسم "العقيد لطفي"، وقد أصبح رمزا للعلاقات المغربية المتسمة بالجمود والبرودة بسبب سياسات حكام الجزائر العدائية نحو المغرب.
واختلفت الروايات حول أسباب تسمية المعبر بهذا الاسم، والتي تعني بالفصحى " بغلان"، ولعل أكثرها شيوعا لدى الساكنة المحلية، أنه سمي بسبب عملية تبادل المراسلات والطرود من خلال لقاء ساعييْ بريد، مغربي وجزائري، كانا يستخدمان البغال للتنقل في أواخر القرن التاسع عشر، في حين تقول رواية ثانية أن التسمية هي تحريف لاسم عسكري فرنسي يدعى "جورج بيغيل".
وفي هذا السياق، أبرز المؤرخ المغربي عبد الوهاب بنمنصور في كتابه "قبائل المغرب"، قصة أخرى يشير من خلالها إلى أن الاسم جاء بعد وقوع خلاف بين قبيلة من وجدة، وقبيلة بني واسين حول قطعة أرضية، ادعت كل قبيلة أنها تنتمي إلى ترابها، ولإنهاء الخلاف قضى أحد العقلاء أن ينطلق كل واحد على ظهر بغل في اتجاه الآخر، وحيثما يلتقيان فتلك هي الحدود الفاصلة بينهما، فانطلق الأول مشرقا من ضريح سيدي يحيى بن يونس بأرض وجدة، وانطلق الآخر مغربا من ضريح الحاجة مغنية بأرض بني واسين، فرسمت الحدود وأطلق على المكان اسم "زوج بغال".
ويتذكر ساكنة وجدة كيف كان المعبر يمثل شريان التجارة اليومية بين البلدين، أوائل التسعينيات القرن الماضي، لكن ومنذ سنة 1994 أصبح المعبر مهجورا ، بسبب إغلاق الحدود بين البلدين، بعد الحادث الإرهابي الذي تعرض له فندق أطلس أسني بمراكش، وأودى بحياة سياح أجانب، حيث وُجهت أصابع الاتهام لأشخاص من أصول جزائرية بتنفيذ التفجير، وهو ما نفته الجزائر.
وإضافة لدوره الاقتصادي المهم، فقد كان معبر "زوج بغال"، منفذا مهما ورئيسيا لصلة الرحم بين الأسر المغربية والجزائرية، نظرا للروابط الاجتماعية التي تجمع بينهم منذ أمد بعيد، حيث تسبب طول مدة إغلاقه في التفرقة بين الكثير من العائلات في المنطقة الحدودية، التي يوجد بعض أفرادها في الجانب الجزائري، والبعض الآخر في الجانب المغربي.