بعد التهديدات التي وجهتها الجبهة الانفصالية لمنظمي رالي «موناكو دكار» الذي من المنتظر أن يصل إلى محطة منطقة الكركارات، اليوم الاثنين، قادما إليها من الداخلة، عادت البوليساريو لمسلسل استفزازاتها حيث عمدت إلى تنظيم استعراض عسكري بمنطقة مهيريز، بحضور رئيس الجبهة إبراهيم الغالي.
التحركات الاستفزازية للبوليساريو تأتي أيام بعد التصريحات السلمية لقيادات الجبهة خلال المباحثات الرباعية بجنيف والتي جمعت أطرافا عن المغرب والجزائر والبوليساريو وموريطانيا.
ويبدو أن الجبهة ماضية في استفزازاتها التي تنسف المجهودات التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريس ومبعوثه الأممي في الصحراء، هورست كوهلر لإيجاد حل سلمي ودائم ومتوافق عليه بين الأطراف. كما تتجاهل البوليساريو قرارات مجلس الأمن الأخيرة 2414 و2440 المصادق عليهما على التوالي في نهاية أبريل وأكتوبر الماضيين، وهي القرارات الحاسمة التي تدعو البوليساريو إلى الانسحاب الفوري والكلي من الكركارات وبئر لحلو وتيفاريتي، والامتناع عن أي عمل يزعزع استقرار المنطقة الشرقية لمنظومة الدفاع المغربية (الجدار العازل)، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاصق النار الموقع في السادس من نونبر 1991.
فلماذا عمدت جبهة البوليساريو إلى تنظيم استعراض عسكري والتبجح بذلك في وسائل إعلامها، في الوقت الذي من المفترض أن تنسحب بشكل فوري وكامل من تلك المنطقة المذكورة احتراما لقرارات مجلس الأمن! لماذا تستعرض البولساريو مهزلتها العسكرية ولمن موجه هذا الاستعرض؟ ألا تشكل هذه الاستفزازات تحديا واضحا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟.
وردا على هذه الاستفزازات الخطيرة، وجه الممثل الخاص للأمين العام للأمم متحدة، ورئيس بعثة «المينورسو»، كولين ستيوارت مدعو إلى ايصال انشغالاته بخصوص هذه التحركات خلال لقاء المرتقب في الـ29 يناير المقبل أمام مجلس الأمن، الأمر نفسه بالنسبة للمبعوث الأممي في الصحراء، هورست كوهلر والذي قد يناقش التحركات الأخيرة للبوليساريو أمام أعضاء مجلس الأمن.
من غير المقبول السماح بوقوع هذه التصرفات الخطيرة للبوليساريو التي من شأنها أن تزعزع استقرار المنطقة وعرقلة مسار ملف الصحراء.
رد الأمم المتحدة وجب أن يكون قويا بالنظر إلى الاستفزازات التي تمارسها البوليساريو كل مرة والتي ستستهم لا محالة في تقويض مجهودات المبعوث الأممي، والرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، لإيجاد حل للملف الذي تعد فيه الجزائر طرفا رئيسيا.