كان الجميع مستمتعا بعروض الفروسية والأهازيج الفلكلورية على إيقاعات فرق أحيدوس، في إطار مهرجان "فازاز" الذي ينظم نسخته الثالثة هذا العام تحت شعار "الفن في خدمة الانفتاح، السلام، التسامح والوئام"، لكن ما إن حن الليل حتى وجدت الجماهير أنفسها وسط ظلام حالك، بسبب إقدام رئيس جماعة إيموزار كندر على قطع الإنارة العمومية عن الساحة المخصصة للمهرجان.
شاهد فيديو يوثق واقعة قطع الكهرباء عن المهرجان:
وليس هذا فقط، نور الدين بن العباس، رئيس جمعية "أسورف للثقافة الشعبية"، يكشف في تصريح لـLe360، إن رئيس الجماعة (إ - ب) كان مُصرا على "إفساد" مهرجان "فازاز" السنوي منذ بداية التحضير لتنظيمه، حيث هدد أكثر من مرة بذلك، قبل أن يحرص على تنفيذ تهديداته أثناء فعاليات المهرجان، التي امتدت من 28 يوليوز إلى 30 منه.
سبب الخلاف بين الطرفين، يعزيه رئيس الجمعية، إلى رفضه "محاولة استمالة رئيس الجماعة لهاته الجمعية لتسخيرها لفائدة شخص الرئيس"، مؤكدا أن جمعيته "تأسست من أجل أهداف جمعوية شريفة وبعيدة عن الأغراض السياسوية".
وأوضح رئيس الجمعية أن المسؤول الأول عن تسيير شؤون الجماعة "امتنع عن إمداد المهرجان بالأعلام الوطنية، احتفالا بعيد العرش المجيد، قبل أن يقدم على قطع التيار الكهربائي عن حلبة ‘لتبوريدة، التي كانت تجري بها أنشطة استعراضية للسربات القادمة من مناطق متعددة من المغرب".
وأضاف أن المسؤول المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية "قطع الماء عن ضاية مائية مجاورة لحلبة التبوريدة، مما تسبب في انبعاث روائح كريهة بمحيط الحلبة، بالإضافة إلى منع رش حلبة التبوريدة بالماء، حيث أمر رئيس الجماعة عمال النظافة بعدم القيام بذلك".
وزاد بن العباس أن رئيس الجماعة، "وسعيا منه لتضييق الخناق على الجمعية، فإنه هدد بطريقة فجة سربات التبوريدة وفرق أحيدوس المشاركة في مهرجان "فازاز"، بإقصائها من المشاركة في مهرجان مماثل تنظمه جماعة إيموزار كندر منتصف شهر غشت من كل عام".
واستنكر بلاغ أصدرته جمعية "أسوريف للثقافة الشعبية" ما صدر عن رئيس الجماعة، معتبرا تصرفاته "تقدم صورة سلبية للنموذج الذي يجب أن يكون على المنتخب الجماعي في التعامل مع جمعية جادة تهدف إلى تنشيط المدينة وخلق متنفس كل سنة يقصده آلاف الزوار والمساهمة فًي التنشيط الثقافي والسياحي".
وهددت الجمعية في بلاغ، توصل Le360 بنسخة منه، باللجوء إلى المسطرة القانونية من أجل "ضمان عدم تكرار هذه الممارسات في دورة مقبلة من المهرجان، وتوقيف الاستفزازات التي تعرضت لها الجمعية في محاولة للإضرار بأنشطة المهرجان".
من جانب آخر، وصف أسامة محمدي، المستشار بالمجلس الجماعي لإيموزار كندر، ما صدر عن رئيس الجماعة بـ"القرار الفردي"، داعيا المسؤولين، في تصريح لـLe360، إلى محاسبة هذا المسؤول من أجل إيقاف مثل هذه التصرفات التي تمس بمقدسات البلاد".
وقال المستشار الجماعي (عن حزب العدالة والتنمية) إنه "ليست المرة الأولى التي يسيء فيها هذا المسؤول للمقدسات من خلال الاستهتار وعدم اللامبالاة برمزية مناسبة عيد العرش، حيث صدرت عنه نفس المضايقات خلال دورة المهرجان العام الفائت".
