الفاتحي: قرار الملك تاريخي يؤسس لمرحلة جديدة

المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي

المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي . DR

في 25/10/2017 على الساعة 14:00

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي قرار إعفاء عدد من الوزراء والمسؤولين بعد ثبوت مسؤوليتهم في تأخر مشروع الحسيمة منارة الأطلس، قرارا تاريخيا ومؤسسا لمرحلة جديدة من تطوير أداء عمل الإدارة العمومية.

وقال الفاتحي في تصريح لـLe360 إن القرار الذي أصدره الملك محمد السادس عقب تسلمه تقارير المجلس الأعلى للحسابات بشأن مشروع الحسيمة منارة المتوسط، "قرار دقيق، ومفصلي، حيث يتم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة من أعلى سلطة في البلاد"، موضحا أن من شأن هذا القرار "تكريس هذا المبدأ باعتباره توجها يسري من الآن وبصورة صارمة على كل المؤسسات العمومية، ولا سيما الإدارية، التي سجل عليها الملك الكثير من الاختلالات في خطاب العرش".

المحلل السياسي اعتبر القرار تاريخيا، "لأنه يؤصل لصرامة مطلوبة، ويدشن لمرحلة التقييم وتتبع لمهام واختصاص المسؤوليين الحكوميين والإداريين أمام الملك والمواطنين".

وحسب المتحدث نفسه، فإن هذا القرار، الذي ينسجم مع الصلاحيات الدستورية للملك ويتفاعل مع مطالب المواطنين بالتطبيق الصارم للمبادئ الدستورية، ومنها عدم الافلات من العقاب فيما يخص المسؤوليات العمومية، "(القرار) سيترتب عنه تغيير مهيكل يفضي إلى إحداث تعديلات عميقة على حكومة سعد الدين العثماني، بما يستوجب تنفيذ التوصيات الملكية المترتبة عن هذا القرار".

ويحمل قرار الملك، وفق الفاتحي، توجيهات جديدة لمنهجية العمل المستقبلية، والقائمة على تقديس القانون ومبادئ الدستور باعتبار المرجعية التي على أساسها يتم تقييم الأداء الحكومي والإداري.

وفضلا عن ذلك، يضيف المحلل السياسي، "يبقى القرار الملكي زلزالا سياسيا لأنه سيغير من منهجية تدبير السياسات العمومية وعمل الإدارة، ويترتب عنه تغييرات جد مهيكلة في تخطيط السياسات العمومية وعمل الإدارة على أسس جديدة".

وأكد الفاتحي أن القرار الحكيم للملك "ليعكس بحق قناعة راسخة لدى جلالته بأن مرحلة تشخيص الوضعية باتت واضحة وأن المطلوب العمل والإصلاح"، مشيرا إلى أن قرارا على هذا القدر من الصرامة، "إنما يؤسس لمرحلة جديدة من تطوير أداء عمل الإدارة العمومية، وخاصة في الشق المتعلق بخدمة المواطنين، وهو ما يؤشر بتغييرات مهيكلة ستطرأ على أسلوب سياسات الإدارة العمومية من حيث هيكلتها ومواردها البشرية".

تحرير من طرف قدس شبعة
في 25/10/2017 على الساعة 14:00