حارب “داعش” بشكل منظم في 4 مدن ليبية، أولها درنة، شرق البلاد، التي سجلت أول ظهور علني للتنظيم في الـ13 من نونبرالعام 2014. لكن ومع ازدياد نفوذه هناك وتوغله في دماء أهالي المدينة من صلب وقتل وقطع للرؤوس وتحويل ملعب كرة قدم وساحة مسجد الصحابة لمكان للإعدامات العلنية، لاقى ذلك معارضة من فصائل إسلامية أخرى قتل منها التنظيم قادتها، بينهم ناصر العكر وسالم دربي.
تلك الفصائل، التي تجمعت في جسم عرف بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها”، استطاعت بعد معارك شرسة القضاء على التنظيم في 20 أبريل 2016 لتعلن طرده من كامل المدينة في سابقة اعتبرت أول خسائر التنظيم لإمارته الأولى في ليبيا.
التنظيم تواجد أيضًا في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية الواقعة شرق البلاد، مقيمًا فيها، وقت دخوله العام 2015، نشر “شرطته الإسلامية” بمنطقة القوارشة، وديوان للحسبة بمنطقة الهواري، ناهيك عن محكمة شرعية كما كان يطلق عليها.
“داعش” وخلال تلك الفترة، التي خاض فيها معارك شرسة جدًا ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، تبنى أكثر من مرة إطلاق قذائف أودت بحياة مدنيين، ناهيك عن تفجيرات انتحارية قبل أن ينسحب في الـ5 من يناير الماضي بأعداد محدودة فور خسارته المعركة ضد قوات حفتر.