إعلان المغرب، أمس الأحد، الإنسحاب الأحادي الجانب من المنطقة الگرگرات، قرار سياسي ذو أهمية كبيرة، ويأتي كتجاوب إيجابي وسريع مع دعوة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غيتريس إلى تجنب تصاعد التوتر وممارسة أقصى درجات ضبط النفس بالمنطقة العازلة بالكركرات. وبهذا يكون المغرب قد أبان عن استعداد قوي للتعاون مع المسؤول الأممي الجديد المعروف بحياده وضبطه لملف الصحراء وهو ما افتقد له زميله السابق على رأس الأمم المتحدة، الكوري الجنوبي بان كي مون، الذي أبان غير ما مرة عن عدم حياده في النزاع المفتعل ودعمه الواضح للبوليساريو، ما ظهر بجلاء خلال تصريحاته في مارس الماضي بتندوف، والتي وصف فيها الأقاليم الصحراوية المغربية بـ"الأرض المحتلة"، وهي تصريحات تنضاف إلى عدة ممارسات أقدم عليها بان كي مون تسببت في تصعيد التوتر داخل المنطقة.
حاليا على رأس منظمة الأمم المتحدة، اسم جديد معروف بحياده ومصداقيته وتمكنه من ملف الصحراء خلافا للأمين العام السابق. غيتريس الذي شغل سابقا منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، حيث حينها ساهم في إرساء جو من الثقة بين طرفي النزاع في قضية الصحراء توجت بتسهيل زيارات العائلات الصحراوية بين ذويها في الأقاليم الصحراوية المغربية وكذا مخيمات تندوف بالجزائر.
وبالعودة إلى موضوع المنطقة العازلة بالكركرات، كان الملك محمد السادس، قد أثار انتباه غيتريش، في اتصال هاتفي، الجمعة الماضي، إلى الوضعية الخطيرة التي تسود منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، بسبب التوغلات المتكررة للعناصر المسلحة لـ"البوليساريو" وأعمالهم الاستفزازية، مشيرا إلى أن ما يجري « يهدد بشكل جدي وقف إطلاق النار ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر ».
وبادر المغرب إلى التجاوب الإيجابي مع الاتصال الأخير مع الأمين العام للأمم المتحدة وكذا تصريحاته الأخيرة، ليقوم، أمس الأحد، بانسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركرات.
واعتبر المغرب أنه يأمل أن يمكن تدخل الأمين العام من العودة إلى الوضعية السابقة للمنطقة المعنية، والحفاظ على وضعها، وضمان مرونة حركة النقل الطرقي الاعتيادية، وكذا الحفاظ على وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
"البوليساريو" تواصل استفزازتها
وفي الوقت الذي تجاوب فيه المغرب بإيجابية مع توصيات الأمين العام للأمم المتحدة، تواصل "البوليساريو" مدعومة بالنظام الجزائري، استفزازاتها التي ترقى إلى ممارسات العصابات والبلطجية.
وسارع مسؤولو جبهة "الوهم"، إلى نشر بلاغ يؤكدون فيه رفضهم الإنسحاب من منطقة الكركرات.
وفي عمل استفزازي أقدمت عناصر من "البوليساريو" على التوغل إلى الطريق المعبدة بمنطقة الكركرات بعد انسحاب عناصر الدرك الملكي المغربي منها، معلنين عما وصفوه بـ"الانتصار" بعد قرار المغرب بالانسحاب من المنطقة المذكورة.
بغض النظر عن تصرفات" البوليساريو" المستفزة والصبيانية، فإن توصيات الأمين العام للأمم المتحدة دعت إلى عدم عرقلة النشاط التجاري بالطريق المعبدة بمنطقة الكركرات، فهل ستتوقف جبهة الوهم عن اعتراض مسار الشاحنات المغربية؟ كيف سترد الأمم المتحدة على إصرار البوليساريوعلى عرقلة التجارة بالمنطقة المذكورة؟ العديد من الأسئلة تتبادر حاليا لكن المعطى المهم يبدو أن علاقة مع المغرب مع منظمة الأمم المتحدة ستكون في أحسن أحوالها في الأيام المقبلة.