أدلت لورا بريول أمام المحكمة يوم الثلاثاء 21 فبراير 2023، بشهادة مروعة عن الاغتصاب الذي قالت إنها تعرضت له في أكتوبر 2016. خلف جدران الغرفة رقم 714 في فندق ماريوت الشانزليزي، كان المعتدي عليها يسحب شعرها وجلس عليها وأمرها بخلع قميصها، وهو الأمر الذي امتثلت له لكونها كانت «مذعورة».
وتابعت: «بعد لعقه لجسدي، قام سعد لمجرد بلكمي لكمة أولى، وأدخل أصابعه في دبري ومهبلي، ثم بعدها بإيلاج قضيبه، قبل أن أتمكن من الإفلات منه، حيث قمت بعضه في ظهره، فلكمني مجددا».
إلا أن سعد كان قد أكد في وقت سابق من نفس الجلسة، أنه أبدا، لم يضاجع لورا ولم يقم بإدخال أصابعه ولا قضيبه.
ووجه محامي سعد لمجرد تييري هيرزوغ، سؤالا للورا، قائلا: «هل لديك أية حجة تثبت صحة قلته الآن؟». فردت المدعية قائلة: «أظن أن هناك تقرير طبي يوضح الـ ADN والجروج التي تعرضت إليها »، إلا أن المحامي أكد أن قضاة التحقيق قد خلصوا أن واقعة الاغتصاب غير مثبتة وأحال القضية إلى المحكمة الجنحية.
وركز المدعي العام بعد ذلك على تفاصيل الواقعة، من بينها سبب خلعها لحذائها وقلادتها ووشاحها، بعد دخولها إلى غرفة سعد لمجرد في فندق ماريوط، فردت قائلة: «خلعت حذائي بسبب وجود سجادة في الغرفة وكانت رجلاي تؤلمانني».
فرد عليها المدعي العام قائلا: «هل سعد استنتج بسبب هذا الأمر أنك كنت تريدين مضاجعته»، فجاء ردها كالآتي: «لا أظن أنني لو خلعت حذائي عند منزل أصدقائي، يعني أنني أريد ممارسة علاقة جنسية معهم».
ثم جاء دور الدفاع لاستجوابها وطرح عليها المحامي هيرزوغ أسئلة حور امتهانها لعرض الأزياء، وظهورها بملابس داخلية في بعض الصور، فقالت أنها قامت بذلك لتتقبل جسدها وتكتسب ثقة أكبر في نفسها.
وتابعت: «أود أن اخبرك أيضا بأنني قمت بأخذ صور فنية بجسم عار تماما، إذا كنت هذا ما تريد الوصول إليه».
بعد هذه الأسئلة عن حياتها المهنية، طرح دفاع سعد أسئلة أخرى على المدعية بخصوص الليلة التي التقت فيها بموكلهم.
وكشفت لورا أنها انتقلت إلى باريس، لزيارة بعض أصدقائها، كونها لم تجد عملا لفصل الشتاء، وتابعت: « خلال تواجدي في ملهى ليلي معروف، التقيت بسعد. كنت مع بعض الأصدقاء، ولاحظت أن هناك أشخاص يلتقطون صورا تذكارية مع شخص يجلس في الطاولة المجاورة، بعد ذلك، اجتمعت الطاولتان معا وتبدأت بالدردشة مع لمجرد، الذي لم أسمع به من قبل»، بحسب وكالة فرانس بريس.
فتيات يروجن للحانات.. هل هي «دعارة» مقنعة؟
وجاء الدور بعد لورا، على شاهد جديد في القضية وهو المدعو «هيرمان»، الذي يشتغل كمروج ليلي، ومدير العلاقات العامة لحانة ماتنيون، حيث التقت لورا بسعد.
وفقا لمصدر مقرب من القضية، والذي قدم كواليس المحاكمة لـLe360، فإن هيرمان أحضر في تلك الليلة ست فتيات لتلك الحانة من أصول روسية، ومن ضمنهم لورا بريول، حتى يقمن بالدعاية لهذه الحانة.
وتابع هيرمان: « هؤلاء فتيات اللواتي نقوم بإحضارهن عن طريق وسيط، يجلبن الزبائن للحانة ».
وعن علاقته بلورا، قال نفس المتحدث أن لورا لم تأتي إلى الحانة عن طريقه، وإنما قام شخص آخر يدعى «دي سانتوس» بإرسالها إليه».
من جهتها نفت لورا بريول أن تكون من ضمن الفتيات اللواتي يقمن بالدعاية للحانة، ولكنها بالمقابل أكدت معرفتها ب «دي سانتوس»، حيث قالت أنه صديقها وأنها كانت تقطن عنده في باريس. إلا أن هيرمان أوضح أن لورا كانت مستقرة في منزل أجداد «دي سانتوس»، رفقت الفتيات الست الأخريات.
وهنا تدخلت القاضية لتسأل هيرمان بخصوص مهنته، فقال أن وظيفته كانت إحضار الفتيات الجميلات إلى المطاعم والنوادي الليلية قبل وصول العملاء، وذلك لتحسين صورة هذه المؤسسات.
فوجهت القاضية سؤالا آخرا لهيرمان حول كيفية لقائه بهؤلاء الفتيات، فرد قائلا: «عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان تقوم إحدى الفتيات بإحضار فتاة أخرى».
إلا أن لورا بريول كانت الاستثناء، حيث تم إحضارها إلى الحانة عن طريق «دي سانتوس»، الذي تبين لاحقا أنه شريك هيرمان.
وقال هيرمان ردا على سؤال القاضية حول مصلحة الفتيات من هذه الأمسيات: « يأكلن ويشربن مجانا ».
لم يتم الاستماع إلى دي سانتوس حتى الآن -سيكون ذلك يوم الأربعاء 22 فبراير- إلا أن شاهدا أخرا حضر وعلى الساعة العاشرة مساء، والذي يمكن اعتباره مفاجأة الجلسة الثانية، هذا الأخير يدعى «محراز»، وهو الرجل الذي كان يقطن في فندق «أنتيركونتينونتال»، والذي ذهب عنده سعد ولورا بعد خروجهما من الملهى الليلي.
شاهد جديد يثير الشكوك
وكشف مصدرنا الخاص المتواجد في المحكمة، أن محراز رفض المثول أمام المحكمة، إلا أن القاضية طالبت بقدومه ليدلي بشهادته، خاصة أن هيرمان قال أنه لا يعرفه.
يعيش محراز (جزائري-فرنسي)، بين الدار البيضاء وباريس، كان في تلك الليلة في ماتينيون، وأوضح أنه ذهب لتحية سعد لمجرد بعد التعرف عليه. تبادلا أطراف الحديث، ثم بعد ذلك ذهب المغني مع هذا الرجل ورفيقته في ذلك الوقت، ناديج ل، إلى فندق إنتركونتيننتال، حيث سيقدم محرز الكوكايين والكحول لرفاقه في الحفلة.
وقدم محراز لكل من سعد ولورا وناديج الكوكايين والخمر.
ولكن ما لفت انتباه المحكمة، هو النقط المشتركة بين محراز وهيرمان، حيث قال هذين الرجلين أنهما لم يكونا يعرفان بعضهما البعض سنة 2016، حسب ما صرح به هيرمان.
إلا أنهما أصبحا شريكين سنة 2018، بعد أن اشتغلا سويا في الترويج لملهى ليلي آخر.
العلاقة التي تربط لورا بريول بهؤلاء الأشخاص، فتحت الباب لعدة تساؤلات حول أسباب تواجدها في ذلك الملهى الليلي، في تلك الليلة بالضبط.