وكتبت دارها للأزياء الراقية عبر تويتر أن "فيفيان ويستوود توفيت يوم (الخميس) بسلام تحيط بها عائلتها في كلابام جنوب لندن. يحتاج العالم إلى أشخاص مثل فيفيان لتغيير الأمور نحو الأفضل".
ونقلت وكالة "برس أسوسييشن" عن زوجها وشريكها في التصميم أندرياس كرونثالر قوله: "لقد عملنا حتى النهاية وأعطتني الكثير من الأشياء لأستكملها. شكراً لك يا حبيبتي".
وصدر التعليق الأول على وفاة ويستوود عن متحف "فيكتوريا أند ألبرت" اللندني الذي وصف ويستوود بأنها "ثائرة حقيقية ومتمردة في الموضة"، في حين قالت وزيرة الثقافة ميشيل دونيلان إن الراحلة كانت "شخصية بارزة".
أسلوب "البانك"
لاحظت دونيلان في منشور عبر "تويتر" أن أسلوب البانك الذي عُرفت به ويستوود "كان إعادة صوغ للقواعد في سبعينات القرن الماضي، وقد حظيت بإعجاب على نطاق واسع لكيفية بقائها منسجمة مع قيمها الخاصة طوال حياتها".
وأطلّت ويستوود لإلقاء التحية على جمهورها في ختام عرض أزياء لدارها في باريس عُقد شهر مارس الماضي. وظهرت في هذا الحدث بشعر رمادي مربوط، ذي تسريحة أنيقة، وكانت تنتعل حذاء ضخماً بكعب عال ٍ، لتكون وفية لصورتها كمصممة جريئة حرّكت عالم الموضة وصدمته عدة مرات.
ومع ذلك، في عام 2016، تنحّت عن الإدارة الفنية لعلامتها التجارية وأسندتها إلى زوجها أندرياس كرونتالر، وهو نمساوي يصغرها بربع قرن.
وقد شكّل ذلك تغييراً في الشكل، ولكنه وفّر استمرارية السمات التقليدية التي طبعت علامة "ويستوود" التجارية: المتمرد والجرأة والالتزام.
تصميمات جريئة
فيفيان من مواليد 1941 وهي من إحدى بلدات مقاطعة دربيشاير (وسط إنكلترا)، واسمها الأصلي فيفيان سواير (ويستوود هو اسم شهرة زوجها الأول الذي استمر زواجها منه أربع سنوات)، كما أنها الابنة الكبرى في عائلة متواضعة تضم ثلاثة أبناء.
غادرت منطقتها الأم في سن الـ17 إلى لندن حيث درست الموضة، وقد كان للقائها بمالكولم ماكلارين، المدير المستقبلي لفرقة "سكس بيستولز"، تأثير جوهري على حياتها.
بدافع الرغبة ذاتها في الانفصال عن جيل "السلام والحب" (شعار حركة الهيبيز)، بدأ الثنائي بصنع الملابس وافتتحا متجراً في شارع كينجز رود عام 1970.
وقد أثارت فيفيان ويستوود دهشة المارة في لندن حينها بأزيائها الجريئة، ما فتح لها أبواب النجاح والشهرة. كما أن قرب الثنائي من فرقة "سكس بيستولز" التي كانت تحقق رواجاً عالمياً، من خلال أغنية "God Save The Queen"، رسّخ وجودهما في عالم البانك.
خلال هذه الفترة، صممت ويستوود قميصها الشهير بوجه الملكة إليزابيث الثانية. وفي عام 1981، نظمت عرض أزيائها الأول في لندن، والذي أطلقت عليه اسم "بايرتس" (القراصنة).
ورغم ابتعادها على مر السنين عن تصميماتها الأكثر جرأة، حافظت ويستوود على ميلها إلى عالم البانك.
التزام بيئي
قبل كل شيء، تظل فيفيان ويستوود مصممة أزياء مسيّسة بشدة، وصاحبة قناعات دافعت عنها على منصات عروض الأزياء.
الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية والمصممة البريطانية الشهيرة فيفيان ويستوود في حفل استقبال لجوائز التصدير والإنجاز التكنولوجي والبيئي في قصر باكنجهام. 1 مارس 1999.
وكان الالتزام البيئي في صلب معاركها، إذ أدت دوراً ريادياً، خصوصاً مع دعوتها عام 2008 قطاع الموضة إلى مراعاة تغيّر المناخ، وحضها المستهلكين على عدم شراء الملابس باستمرار، رغم توقف منتقديها عند تناقضاتها في هذا المجال.
وكانت معركتها الأخرى الكبيرة الدفاع عن مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، الذي اعتُقل في عام 2019، بعدما أمضى أكثر من 7 سنوات كلاجئ في سفارة الإكوادور في لندن.
وفي العام ذاته نددت خلال إحدى مسيراتها بـ "فساد الحكومة وموت العدالة"، وبعد عام، ظهرت في قفص ضخم أمام محكمة في لندن للاحتجاج على تسليم أسانج.
ونشر موقع "ويكيليكس" تغريدة أرفق بها خبر وفاة ويستوود مع صور لها وجوليان أسانج جنباً إلى جنب، مرتديين القميص نفسه الذي صممته ويستوود، وصاحبت التغريدة عبارة "Rest in Power" (استريحي بقوة).