وتأتى خديجة للاصطفاف إلى جانب رجال البحر (البحارة) بغية سبر أغوار مهنة الصيادين التقليديين في مسعى منها لكسب القوت اليومي، قبل أن يلتقي حماسها بحماس خمس نساء أخريات من المدينة الساحلية، حيث اتفقن على اللبنة الأولى لتعاونية نسائية نوعية بالشمال المغربي خاصة بالصيد التقليدي بمدينة مرتيل.
وتقول خديجة، في حديثها لـle360، إن التعاونية أسست قبل نحو عام ونصف وكانت فكرتها قد تبلورت لديها بعد اشتغالها في عملية تنظيف قوارب الصيد للصيادين في نقطة التفريغ بمرتيل، مبرزة أن دخولها هذا العالم كان بسبب الحاجة الماسة لأسرتها الفقيرة وبشكل اضطراري عقب أزمة كوفيد-19.
وأوضحت رئيسة التعاونية خديجة حبيبي أن البحارة بمرتيل استقبلوها بكثير من الترحاب وكانت تشتغل في البداية ولمدة سنة تقريبا على غسل قوارب الصيد، قبل أن تفكر بعد مشاورات في العمل على تأسيس تعاونية نسائية في هذا المجال لإدماج نساء البحارة لمساعدة أزواجهن وتحقيق التمكين الاقتصادي.
ووجدت خديجة، كما تقول، رغبة كبيرة لدى النساء بمرتيل، حيث الأسر محافظة، لتعطي انطلاقة تعاونية سمتها تعاونية «مقدة».
وبلغ عدد المنخرطات بهذه التعاونية حتى اليوم 16 منخرطة يشتغلن في مجالات متعددة ويساهمن في خياطة شباك الصيد وإعداد الطعم وتجهيز مستلزمات الصيد وغسل القوارب لفائدة أزيد من 52 قارب صيد بمرتيل.
وتؤكد رئيسة التعاونية أن هاته التعاونية أصبح يضرب بها المثل على الصعيدين المحلي والوطني «بفضل عملها على خلق فرص الشغل للنساء وزوجات البحارة المشتغلين في الميدان، مما دفعها إلى التفكير في اقحام نساء المدينة لدخول البحر عبر قوارب خاصة حيث تمكنت حوالي ثماني نساء من المدينة من تسلم 8 دفاتر للصيد.
وتتواصل أحلام خديجة حبيبي والنساء الأخريات بتعاونية مقدة بمرتيل، حيث يستعدن لإخراج عدد من المشاريع المدرة للدخل إلى حيز الوجود مما سيمكنهن من المساهمة في الاقتصاد المحلي بالمدينة والارتقاء بنساء المنطقة زوجات البحارة على الخصوص لتحقيق الأحلام وإثبات جدية النساء في العمل في مجال ظل حكرا على الرجال.
وتراهن تعاونية «مقدة» اليوم على عقد شراكة مع الهيئات المجتمعية المختلفة، بهدف تبادل الخبرات المهنية والتكوينية، وكذا عقد شراكات مع مؤسسات وطنية ودولية للنهوض بالمرأة العاملة، والرقي بالوضعية السوسيو اقتصادية لنساء المنطقة.