نحن لا نخاف من الظلمة بحدّ ذاتها بل..
عندما يخاف الإنسان من الظلام فذلك لا يعني أنّه يخاف من الظلمة بحدّ ذاتها إنما ممّا يكون خلفها، وتزداد التهيؤات والأفكار السيئة في بال كلّ شخص من الكبار إلى الصغار، وتبيّن أنّ الشعور بالقلق وعدم الإرتياح لدى انطفاء الأنوار ما هو إلاّ انعكاس باطني للشعور بالأمان وحماية النفس ممّا تخبّئه هذه الظلمة.
خوفنا من الظلمة مرتبط بحاسة البصر
تضعف الظلمة الرؤية والتي تلعب الدور الأهم أوّلًا وآخرًا في فهم الإنسان لما حوله والتعامل مع البيئة التي تحيط به، فتكبح الظلمة واحدة من أهم الحواس لدى الإنسان وهي البصر ما يجعله غير قادر على التحكّم بنفسه وبإنفعالاته وتشعره بالضعف والعجز أيضًا.
ما سبب خوف الإنسان إذًا؟
وأثبتت الدراسات أنّ سبب الخوف من الظلمة نفسيّ أكثر مما هو بيوليوجي، فعندما نخلد إلى النوم نتصارع مع كلّ الهموم والمشكلات التي تواجهنا في حياتنا اليومية والمخاوف والصراعات التي تدور في رأسنا والتي ننساها في النهار لتعود إلى أذهاننا في المساء وتلقي في أنفسنا الرعب والقلق في اللاوعي ما يجعلنا نخاف من الظلمة أكثر.
وأخيرًا، ينبع هذا الخوف من المجهول الذي لطالما أخاف الإنسان في كلّ مراحل حياته والذي سرعان ما يزول عندما يدرك ويسيطر هذا الأخير على ما يدور حوله