لماذا إذًا يتمّ التركيز كثيرًا على الجماع على رغم أنه ليست نشاطًا روتينيًا مقارنةً مع الأنشطة الأخرى التي يقوم بها الزوجان مثل الذهاب الى العمل وتربية الأطفال وتقديم الدّعم والمساندة لبعضهما البعض والتواصل الصريح والمتفهّم بينهما وهلّم جرّا.
إنّ غياب العلاقة الحميمية السليمة والمشبعة بين الزوجين يؤديّ بهما الى الطلاق في حين يتمكّن الزوجان من التكيّف مع المشاكل المادية وغياب مهارات التواصل والاتصال فيما بينهما، هناك دراسة أجريت أخيراً حول هذا الموضوع وقدّمت شرحًا مفصّلاً للأسباب في النقاط التالية:
• الضعف والحميمية: عندما تدخلين في علاقة حميمة مع الزوج فإنّك تتخلّين عن حذرك وتسمحين لنفسك أن تصبحي ضعيفة أمامه وتضعين عواطفك بين يديه وتخاطرين بأن تتعرّضي للرفض أو الاهمال، إن تمكنّت من فعل ذلك مع زوجك وشعرت بالأمان والطمأنينة فهذا خير دليل الى أنّ علاقتك سليمة وآمنة.
• الخيال وتبدّل المزاج: بحسب إحدى الدراسات، يقارب عدد الأشخاص الذين ينخرطون في علاقة حميمية خيالية 34 مرّة يوميًا للرجال و18 مرة يوميًا للنساء، وتعتبر هذه التخيّلات الجنسية شكلًا من أشكال الهرب مثل حلمك بالفوز بجائزة اليانصيب، ولأنّ عقلنا يعجز عن التمييز بين الواقع والخيال فقد يستثار الأشخاص بمجرّد التفكير بالجماع، وإن أضفت الى الخيال التجربة الجسدية سيصبح الخيال حقيقة وبالتالي تكون العلاقة مُشبعة ومشجّعة أكثر، ومن دون أدنى شكّ، سيزيد هذا الأمر من أهمية دور الجنس في حياتنا، فهو ليس مجرّد فعل جسدي بل هناك الجانب النفسي أيضًا.
• الزنا: إنّ السبب الأكثر شيوعًا الذي يدفع الأشخاص الى الخيانة هو العثور على تجربة حميمية أكثر إثارة وإشباعًا للرغبات خارج أُطر العلاقة الزوجية، إنها نقطة أخرى تؤكّد أهمية الجماع في العلاقة الزوجية على رغم أنّ النشاط الجنسي لا يحدث في شكل متكرّر مثل الأنشطة الأخرى كالذهاب إلى العمل أو تربية الأطفال.
• شكل مهمّ من أشكال التواصل: إنّ لغة الجسد هي أكثر أهميّة من الكلام، فلا يمكن للجسد أن يكذب كما تفعل الكلمات، لذا ما يعبّر عنه جسدك هو الحقيقة، إذًا، العلاقة الحميمية مع شريكك هي الوسيلة الأساسية التي يمكنك من خلالها أن تعبّري عمّا تشعرين به من دون الحاجة الى الكلام، وبما أنّه يصعب التلفّظ ببعض الكلمات، فإنّ العلاقة الجنسية هي الوقت الذي تقضينه مع الشريك ويمكنك أن تعبّري له بكلّ صدق عمّا تشعرين به وأن تفهمي أيضًا مشاعره تجاهك، وتسمح لك العلاقة الحميمية أن تنفصلي عن محيطك وتُزيلي عن كاهلك الأعباء التي خلّفها النهار وتستمتعي باستخدام حواسك.