لا تخنع لتلك القيود، سنساعدك على حل تلك العقد عقدة تلو الأخرى في هذا المقال.
أعذار وردية:
ما أكثر الأعذار التي تغازل الفكر، وتطريه مدحاً بأنه بطل مغوار إلا أن فرسه لا يجيد الركض.. تريدين الالتزام بالرياضة، لكنك تقولين في نفسك، أن "الأمر سيتطلب وقتا طويلا"، أو تحاولين إقناع نفسك بأنه "لا تنقصك الرغبة والإرادة في مزاولة نشاط رياضي يضمن لك رشاقة وصحة جيدتين، إلا أنه لا توجد أية أندية في حيك، أو مدينتك »، ويراودك شعور بأن الوقت لم يحن بعد لممارسة الرياضة، أو أنك لست ممن توافقهم الأنشطة الرياضية..
لن ينتهي سيل الأعذار الواهية في دماغك إلا إذا أقمت له سداً منيعاً، وهو بسيط جداً لكنه من الأمور السهلة الممتنعة كما يقال، الحل الأمثل هو البدىء، أن تقفزي نحو مرحلة العمل والتنفيذ، وسترين أن الأمور ليست كما كانت تبدو لك، مارسي الرياضة التي تعجبك وجربي بنفسك هل الأعذار التي كانت تراودك صحيحة أم أنه ضرب من العجز والتكاسل.
ليس لدي الوقت الكافي لأمارس رياضة وألتزم بها:
هذا العذر هو الملاذ المشهور الذي يستظل به كل من فترت همته عن مزاولة الرياضة، لكن، لو فكرت في الأمر قليلا، ونظرت بعين فاحصة للطريقة التي تمضي بها وقتك، لوجدت أنك تجد دائما الوقت لتمارس الأنشطة التي تعتبرها ضرورية وإن لم تكن كذلك، كقضاء ساعات في المقهى لاحتساء الشاء وتبادل الحديث مع أصدقائك كل يوم.. إذن، يجب عليك إيجاد رياضة تستأثر باهتمامك، واعلم أن الأمر لن يتطلب منك سوى نصف ساعة من النشاط الرياضي لأربعة أيام في الأسبوع، وستحصل على نتائج ملموسة ومرضية.
كما يمكنك القيام بالرياضة عبر تغيير البعض من عاداتك، مثل الصعود في السلم عوضا عن المصعد، أو المشي إلى السوق القريب على الأرجل بدل ركوب السيارة حتى ولو كانت المسافة لا تتعدى أمتارا قليلة.. وهكذا، باستغلالك لبعض الوقت أثناء ممارسة أنشطتك اليومية الاعتيادية، يمكنك ممارسة بعض من الرياضة التي تعينك على التخلص من الوزن الزائد، وكلما كانت صعوبة النشاط أقل، كلما احتجت وقتا أطول للحصول على نتائج ملموسة.
هل يستحق الأمر فعلا كل هذا العناء؟
أكبر عدو لاستمرارية قيامك بالأنشطة الرياضية، هو إحساسك بعدم جدوى ما تقومين به، لكن لا تقلقي، فقط انفضي عنك غبار الخمول وجربي المشي والصعود في السلم وإجراء بعض الحركات الرياضية من حين لآخر، وستلاحظين تحولا جذرياً في جميع جوانب حياتك: ستزيد ثقتك بنفسك، وستحظين بحياة اجتماعية أكثر نجاحاً وبحياة جنسية أكثر راحة، كما أنك ستوصدين الأبواب أما القلق والاكتئاب، وأثبتت آخر البحوث العلمية أنه بزيادة النشاط البدني، يمكن التقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري والسرطان وهشاشة العظام.
لقد جربت الأمر، لكنني لم ألمس أي فرق !
إذا كنت ممن تنطبق عليهم هذه الجملة، فاعلمي أن النشاط الذي تقومين به لا يوافق احتياجاتك، أو أنه لا يعجبك، أو أنه لا يلائم قدراتك، يجب عليك تحديد نشاط يشعرك بالمتعة أثناء مزاولته (أولا يشعرك بضيق على الأقل)، ويوافق قدراتك الجسمية، ويمنحك نتائج مرضية على المدى المتوسط، وضعي دائما أهدافا واقعية قابلة للتحقيق، كفقدان كيلوغرام واحد أو اثنين خلال شهر، لأنه بعد نجاحك ستتحفزين للعمل أكثر وبذل مجهود أكثر، تجنبي الالتزام بأهداف خارقة منذ البداية، لأن عدم بلوغها يزرع بذور اليأس بداخلك، وتذكري دائما، أن مشوار الألف يبتدئ بخطوة.
أنا قليلة النشاط، وصحتي على ما يرام، فلم أرهق نفسي بممارسة الرياضة؟
يكون الأمر صحيحا في شقه الأول، فالأمر يشبه المدخنين الذين يحسون بأنهم لا يعانون من أي شيء وأن صحتهم في أفضل حال، فهل هذا عذر لاستمرارهم في التدخين؟ بالطبع لا، تقولين أن المثال الذي أوردناه ليس في محله، لكن وحسب منظمة صحة كندية، فإن الضرر الناتج عن التدخين يساوي إلى حد كبير الضرر الناتج عن الخمول وقلة النشاط.
هناك أمر آخر، لن تحسي بالفرق إلا بعد ممارسة الرياضة، فليس من رأى ولامَسَ كمن سمع، لن تلاحظي الفرق ما دمت لم تجربي القيام بنشاط رياضي، فالحكم يقتضي إحاطتك بالأمرين معا، ستشعرين بإحساس رائع يغامرك بعدما تتغلبين على الخمول الذي كان يكبل فكرك قبل جسمك، بممارسة الرياضة، ستتضاعف قدراتك وراحتك النفسية والجسدية، وستنعمين بعقل سليم وجسم سليم.
لا أعتقد أن الرياضة من بين أولوياتي في الوقت الحالي؟
تعتقدين أن هذا الأمر لا يدخل ضمن أولوياتك الحالية، لكنه سيجد لنفسه مكانا في اللائحة عاجلا أم آجلا، فلم لا تضعين له مكانا بإرادتك فتقومين به بنشاط ومتعة، قبل أن يفرض عليك نفسه فتضطرين إلى القبول به على مضض.
جربي القيام بتمارين بسيطة، كالمشي لمدة لا تتعدى نصف ساعة أسبوعيا، وستشعرين برغبة جامحة للقيام بالمزيد. فقط جربي، ودعي الرياضة تتولى الأمر فيما بعد.
لا أجد لذة أو متعة في مزاولة الأنشطة الرياضية:
سنقول لك للمرة الألف، لم تقومي بمزاولة النشاط الذي يثير رغباتك ويشعرك بالمتعة أثناء الممارسة، الرياضة كشريك الحياة، يجب عليك العثور على النوع الذي تحبينه حتى تضمني استمرارية سعيدة وممتعة، لا تدعي اليأس يتسلل إليك إن لم يعجبك نوع أو اثنين من الرياضة التي سبق لك القيام بمزاولتها، جربي ثالثة ورابعة.. حتى تلاقي النوع الذي يحرك قوتك الكامنة، ويحرر طاقتك الدفينة، فتشعرين آنذاك بأن هذا النوع هو من حررك وأطلق يديك ونفسك نحو عالم أرحب وأوسع أفقا، وأكثر راحة..
هناك أمر آخر، إذا كنت تقومين بمزاولة الرياضة من زاوية تحسين فيها أنها واجب ضروري فإن هذا يضع ثقلا على نفسيتك، ويشعرك بالإجهاد أثناء ممارستها... الأجدر بك أن تمارسي الرياضة في جو مرح وممتع، لا يشعرك بثقل المسؤولية، فأنت تمارسينها لتشعري بمتعة ولتقضي أوقاتا أكثر إثارة تتخلصين فيها من رواسب الهموم التي علقت بجسمك وفكرك طوال اليوم، فكري بهذه الطريقة: عندما تحركين جسدك، فكأنما تشغلين مروحة تزيح جانبا منغصات العمل والحياة النفسية، وتغسل أدران جسمك بعرق دافئ يشعرك بالأمل والراحة.
الرياضة أمر صعب جدا، ولا يمكنني الإقدام على أمر يمكن إن يصيبني بآلام أو بجروح:
ليس الأمر كما تتخيلين. ليس من الضروري أن تقومي بممارسة رياضة شاقة ومجهدة للحصول على جسم سليم ومتين، لست بحاجة لاتباع تمارين الرياضيين المحترفين وبرامجهم المرهقة لتتفادي الوقوع في اضطرابات جسدية وأمراض متعبة.. الرقم القياسي الوحيد الذي يجب عليك تحطيمه هو ساعات خمولك وكسلك، يجب عليك كسرها وتجاوزها شيئا فشيئا، ومنافسك الأساسي في اللعبة هو نفسك وجسمك.. حاولي أن تكوني أفضل مما كنت عليه البارحة أو الأسبوع الماضي أو الشهر الفائت ولو بقدر يسير..
اطلعي أكثر على الرياضة التي عزمت القيام بها، وتحري مسبقا إن كانت قد تعرضك لإصابة أو جروح أثناء مزاولتها، واختاري أيسرها وأقلها خطورة بالنسبة لك حتى تقتلعي هذه الفزاعة من تفكيرك، قومي بإجراء فحوصات طبية إن تطلب الأمر ذلك، بل استشيري أخصائيين رياضيين وناقشيهم حول أفضل الأنشطة التي تناسبك وتمنحك نتائج مستحسنة..
لا تدعي الكسل والخمول يأسر نشاطك ويكبل تفكيرك بأغلال من الأعذار التي لا تمت إلى الواقع بصلة. دعي الأوهام جانبا، واختاري رياضة ممتعة، ثم انتقلي إلى ممارستها ولا تمضي الكثير من الوقت في التفكير.. فالمزاولة خير حكم وأفضل برهان.