ويخطئ من يظن أن الحب هو العلاقة الحميمة، فالحب أشمل وأعمق، وهو الخروج من الذات إلى الآخر، والحب يحتوي العلاقة الحميمة التي هي إحدى وسائل ومستويات الاتصال والتواصل، فهي مستوى التواصل الحسي الجسدي الذي يكمِّل الالتقاء العاطفي والفكري والروحي بين رجل وامرأة، كما أن هناك علاقة روحية وجسدية، أما الحب فهو يجمع ويحتوي على كل أنواع وطرق ومستويات التواصل والاتصال الممكنة، ويُمكن أن نعرف الحب بأنه اتصال وتواصل والتقاء وتناغم وانسجام روحي وفكري وكياني وعاطفي وجسدي بين رجل وامرأة.
وعما يسمى بكيمياء الجسد المؤثرة في الربط بين الحب والعلاقة الحميمة، تؤكد الدراسات النفسية مقولة أن الحب هو كيمياء (love is chemistry) ، بمعنى أن مشاعرنا تتحرك باتجاهات مختلفة فتشكل لغة خاصة، حيث يفرز جسد المرأة هرمون الأوكسيتوسين ويوازيه هرمون (الفازوبريسين) عند الرجل لتفعيل وتوثيق رباط الحب بين الطرفين، وهو شيء فطري خلقه الله في الإنسان حتى يتم التجاذب الطبيعي المؤدي إلى التعارف والزواج وكثرة النسل.
ويتفق جميع المحبين تقريبًا على ظهور أعراض عامة تنتابهم عند الوقوع في الحب، مثل: خفقان في القلب، احمرار في الوجه، الشعور بالسعادة الغامرة بقرب المحبوب، الشعور بالخوف من فقدان المحبوب، القلق، التوتر، وكلها أعراض للتغيرات الكيميائية التي تحدث في الجسم، ثم تأتي الفرمونات «Pheromones» وهي مركبات كيميائية تفرزها أجساد البشر بحيث تكون هناك علاقة بين المفرز والمستقبل، وهي من سبل نقل المعلومات بين الأشخاص، وتوجد في الجسد خلايا خاصة تفرز هذه المركبات وتطلقها في الجو، فإذا حدث توافق بين المرسل والمستقبل حدث نوع من الإثارة والحث لتفاعلات كيميائية أكثر قوة، مما يجعل العلاقة الحميمة تحدث بين الطرفين مع الشعور بالكثير من النشوة والسعادة، وذلك من خلال الأمفيتامينات، وهي مركبات يفرزها الجسم بشكل طبيعي وبنسب قليلة تعطي هذا الشعور.