وتقول الدراسة الأولى، والتي نشرت نتائجها في دورية Obesity العلميّة وتتبعت 84 بديناً لمدة 12 أسبوعاً، أن شرب الماء قبل كلّ وجبة غذائية (أي بمعدل ثلاث مرّات يومياً) يخفّض الوزن بنسبة ملحوظة حتى وإن لم يترافق مع أي تمارين رياضية أو تعديلاتٍ في النمط الغذائي، بحيث إن شرب نصف لتر من الماء قبل كلّ وجبة خفّض أوزان المشاركين لأكثر من 4 كيلوغرامات خلال الأشهر الثلاثة للدراسة.
في حين تؤكد الدراسة الأخرى، والتي نشرت نتائجها في دورية PLOS ONE، أن الفلفل الحار يساهم في الشعور السريع بالشبع ويؤدي بالتالي إلى فقدان الوزن، وهو ما يتلاءم مع نتائج دراسة صينية كبرى كانت جرت عام 2010 أكّدت فوائد الفلفل الحار – بمادته الفعالة والتي تتسبب بالشعور بالحرارة وتسمى علمياً كابسيسين – وخلصت حينها إلى أن تناول الفلفل الحار مرتين أسبوعياً يقلّل من الوفيات بنسبة 10 في المائة، في حين فإن تناوله لـ6 أو 7 مرّات يقلل احتمال الوفاة بنسبة 14 في المائة.
يعتمد التفسير لهذه الوصفات السحريّة على التالي: ينجم الشعور بالشبع نتيجة لتمدّد المعدة بفعل امتلائها بالطعام أو السوائل، وهو ما يؤدي لتنبيه نهاياتٍ عصبيّة فريدة ترسل إشاراتٍ للدماغ، والذي يفسّرها بتحفيز الشعور بالشبع، والتوقف عن تناول المزيد من الطعام.
وإذا كان شرب الماء قبل الوجبات الغذائية يسهم في تمدد المعدة سلفاً وتحفيز إرسال إشارات الشبع، فإن الاكتشاف الجديد هو في برهنة أنّ الفلفل الحار – بمادته الفعالة الكابسيسين – يحفّز بعض النهايات العصبية على إرسال إشارات الشبع إلى الدماغ قبل أن امتلاء المعدة بالشكل الاعتيادي، وهو ما يتلاءم مع اكتشافاتٍ قديمة للبشرية استطاعت أن تلحظ تأثير الفلفل الحار على الأعصاب، طوّرها العلم لاحقاً إلى مسكّناتٍ موضعية اعتماداً على “الكابسيسين” مازالت تستخدم لليوم في بعض الحالات كآلام التهابات المفاصل والاضطرابات العصبية المرتبطة بمرض السكّري.
وبالمقابل، وجدت الدراسة أن تناول الوجبات الغذائية الغنية بالدهون يثبّط هذه النهايات العصبية ويؤخر الشعور بالشبع، وهو ما يفسّر النهم في تناول هذه الوجبات رغم كونها تحتوي على كميّات كبيرة من الحريرات وترتبط بالبدانة بشكل مباشر.