سميرة العابدي، من مواليد عام 1975 بمدينة وجدة، أم لأربعة أطفال، حصلت مؤخرا على الدكتوراه في موضوع "إضفاء الطابع الاحترافي على كرة القدم في السياسة الرياضية للدولة في المغرب"، بميزة مشرف جدا.
دخلت سميرة عالم الرياضة صدفة، حيث أن تكوينها القانوني ورغبتها في دراسة تدبير المقاولات، أوصلاها إلى منصب المدير العام لنادي المولودية الوجدية سنة 2007، حيث كانت أول امرأة تشغل هذا المنصب بنادي فارس الشرق، وحققت نجاحا باهرا فيه بوضعها الترسانة القانونية الملائمة لورش الاحتراف الذي أطلقته جامعة كرة القدم في تلك السنة، حيث أصبحت المولودية مضرب المثل في إعدادات ملفات الاحتراف.
سنة واحدة في منصب مدير نادي المولودية، وبفضل الإضافة الكبيرة لها، دفع مسؤولي الجامعة الملكية لكرة القدم إلى تعيينها عضوا باللجنة القانونية للجامعة، ثم بلجنة الجهاز الابتدائي لتسليم رخص الاحتراف.
أربع سنوات بعد ذلك، تنهي سميرة تجربتها مع الجامعة، لتنطلق في تحد جديد، وهو إنشاء أول مكتب للاستشارة القانونية الرياضية في المغرب، وتجتاز امتحان وكلاء اللاعبين الذي يسهر عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتحصل على المرتبة الأولى، وتصبح بذلك أول امرأة على الصعيد العربي وكيلة اللاعبين، ومحامية في قضايا النزاعات بين اللاعبين وأنديتهم، حيث رافعت مرات عديدة في المحكمة الرياضية الدولية (الطاس).
واستمر تفوق ابنة مدينة وجدة، حيث أضافت لإنجازاتها سنة 2013، وفي سابقة أخرى للنساء في الوطن العربي، حصولها على اعتماد رسمي أيضا من الفيفا، كوكيلة مباريات، وهو الاعتماد الذي يخول لها تنظيم مباريات ودوريات تعترف الفيفا بجوائزها.
العابدي لم تتوقف عند هذا الحد، بل أشرفت على إعداد مشاريع تطوير مراكز تدريب النوادي، والسهر على تنزيلها على أرض الواقع، تماشيا مع مشروع الاحتراف الذي تبنته جامعة كرة القدم منذ 12 سنة، حيث أعدت مشروع مدرسة المولودية الوجدية، والوداد الرياضي، والمغرب التطواني.
وبخصوص الدوافع التي جعلتها تقتحم هذا المجال الرجالي بامتياز، فقد أكدت سميرة في دردشة مع le360 ، أن الأمر كان صدفة، ولكن سرعان ما تحول إلى شغف وحب كبيرين، لتؤكد أنه عالم تستطيع المرأة المغربية ولوجه والنجاح فيه، لما يميزها من خصال كالتفاني والجدية والذكاء والرغبة في النجاح، مختتمة قولها بأن المجال الرياضي بالبلاد هو مجال خصب للإبداع والنمو والتطور.
