أكدت منظمة « شعاع لحقوق الإنسان » أن سلطات النظام الجزائري شنت، منذ أمس الأحد 22 دجنبر 2024، حملة اعتقالات واسعة في صفوف مطلقي هاشتاغ « #مانيش_راضي » الذي عبر فيه الجزائريون عن سخطهم وعدم رضاهم على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي القائم في البلاد بسبب التدخل العسكري في التسيير المدني.
وشملت هذه الاعتقالات، وفق منظمة « شعاع » نشطاء وصحفيين ومواطنين عاديين شاركوا في التعبير عن آرائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ووصفت المنظمة هذه الاعتقالات بـ«التعسفية»، داعية السلطات إلى احترام حرية التعبير والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين. وقالت المنظمة في بيان لها إن «التضييق على المواطنين بسبب آرائهم يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والتزامات الجزائر الدولية.»
ردود فعل معارضة
تعليقا على رد فعل النظام الجزائري ضد المواطنين الذين طالبوه بالعودة إلى ثكناته، اعتبر وليد كبير، الإعلامي الجزائري المعارض، أن حملة الاعتقالات هاته « فضحت ضعف النظام وقمعه ».
وأوضح في تغريدة نشرها عبر منصة « إكس »، أن هذه الحملة كشفت زيف الادعاءات الرسمية بأن الهاشتاغ « مؤامرة خارجية »، مؤكدا أنه حركة احتجاجية جزائرية بحتة.
رقعة الهاشتاغ تتوسع
على الرغم من إطلاق النظام العسكري الدكتاتوري لوسم مضاد تحت عنوان « أنا مع بلادي »، إلا أن هاشتاغ « #مانيش_راضي » ما يزال ينتشر في الجزائر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، جامعا تأييدا شعبيا واسعا من مختلف الفئات الاجتماعية.
إقرأ أيضا : «أنا مع بلادي» VS «مانيش راضي».. نظام العسكر الجزائري يخوض معركة «الهاشتاغات» مع الشعب
ويواصل الجزائريون التعبير من خلال هذا الوسم عن رفضهم لاستمرار الأوضاع المزرية، مشددين على أن الحل الوحيد يكمن في الإطاحة بنظام العسكر واستعادة الحكم المدني.
وأشارت تقارير إعلامية دولية إلى أن السلطات الجزائرية تسعى جادة لاحتواء هذه الموجة الاحتجاجية عبر الاعتقالات العشوائية، لكنها فشلت في كبح موجة الغضب التي تذكر ببدايات الحراك الشعبي في 2019.
«جولاني الجزائر»: البديل المنتظر؟
وفي خضم هذه التطورات، بدأ اسم « جولاني الجزائر » يطفو على السطح، حيث يراه الكثيرون شخصية « المخلص » التي قد تطيح بنظام العسكر، إسوة بما حدث في سوريا مع « أبو محمد الجولاني » الذي قاد عملية إسقاط نظام بشار الأسد.
وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن هناك بوادر ظهور شخصية جزائرية قادرة على قيادة معارضة مسلحة ضد النظام، وهو ما يعكس حالة التوتر السياسي التي تمر بها البلاد.
وفي هذا الصدد، أشار المحلل السياسي عبد الرحيم المنار اسليمي إلى أن هناك تحركات تشير إلى قرب حدوث تغييرات جذرية في الجزائر، حيث كتب قائلا: « لقد بدأنا نلاحظ انفجارات وتمردات في بعض مناطق الجزائر، ويُعتقد أن هذا يأتي في سياق التحضير للمرحلة المقبلة التي قد تشهد انطلاق مرحلة جديدة من المعارضة المسلحة ».
وأضاف في تدوينة عبر صفحته الفيسبوكية: « الجيش الجزائري فتح أبوابه أمام روسيا لحمايته، لكن لحظة ظهور ‘جولاني الجزائر’ قد حانت ».
وفي ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية واتساع رقعة المعارضة للنظام العسكري، تبدو الجزائر أمام مفترق طرق: بين الاستمرار في قمع المعارضين ومواجهة احتجاجات الشعب، وبين تحول قد يغير خريطة السلطة في البلاد بشكل جذري.