كذبة أبريل العسكرية.. عندما يسقط الجيش الجزائري في فخ نصر خرافي!

حطام طائرة مالية مسيرة يدعي الجيش الجزائري إسقاطها داخل مجاله

في 02/04/2025 على الساعة 14:06

فيديويبدو أن النظام الجزائري لم يكتفِ بخداع شعبه على مدار العام، فقرر هذه المرة أن يمنحه «هدية» خاصة بمناسبة فاتح أبريل، عبر حبكة درامية لا تصلح حتى لمسلسل تلفزيوني من الدرجة الثالثة. فقد أطلق، عبر بيان هزلي لوزارة الدفاع، دعاية ضخمة تزعم تحقيق الجيش لـ«نصر كبير» من خلال «إسقاط طائرة مسلحة اخترقت الحدود الجزائرية». لا غرابة في الأمر، فالمؤسسة العسكرية المستولية على الحكم باتت تعاني من إدمان حكايات البطولات الوهمية، حتى لو كانت على حساب عقول الجزائريين، التي لم تعد تنطلي عليها هذه المسرحيات الرديئة.

الجيش الجزائري، الذي لطالما أتحفنا بحكايات «الإنجازات الكبرى»، خرج يوم فاتح أبريل ببيان يعلن فيه عن إسقاط «طائرة استطلاع مسلحة» بالقرب من مدينة تين زاوتين الحدودية. المثير للدهشة أن البيان لم يحدد هوية العدو، وكأن الجيش كان يحارب شبحا، أو ربما نسي جنرالاته تأليف سيناريو مقنع هذه المرة!

وأمام غموض هاته «العملية» التي وصفها بيان الجيش بـ«النوعية»، حيث تعمد عدم الكشف عن «العدو المفترض»، فقد انبرى عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمن فيهم وسائل الإعلام الجزائرية والذباب الإلكتروني المسخر من ثكنات شنقريحة، إلى الجزم بأن الأمر يتعلق بطائرة مغربية! جهلا منهم ربما أو قصدا، بأن الموقع المشار إليه (تن زاوتين) يقع بعيدا عن الحدود مع المغرب في أقصى الجنوب الشرقي للجزائر في حدودها مع دولة مالي. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن جغرافيا الجزائر تغيرت في عقول المروجين لهذه الأكاذيب.

وينم هذا التضليل الإعلامي على الحقد الدفين الذي يكنه هؤلاء ضد المغرب والمغاربة، ولاسيما بعد النجاحات الدبلوماسية والسياسية التي حققتها المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

فرحة لم تكتمل!

بينما كان الإعلام الرسمي يحتفي بهذا «الإنجاز العسكري الأسطوري»، جاء بيان الجيش المالي ليحطم الفرح المصطنع.

ففي الوقت الذي زعم الجيش الجزائري بأنه «أسقط» الطائرة (وهي تركية من نوع بير قدار)، أكد بلاغ الجيش المالي أن الطائرة « سقطت في منطقة غير مأهولة. وقد تمكنت الأجهزة والبروتوكولات الأمنية من منع أي انفجار للأسلحة المحمولة على متنها. ولم تُسفر الحادثة عن أية أضرار للأشخاص أو الممتلكات على الأرض».

وفي الوقت الذي نشر الجيش المالي صورا تظهر حطام الطائرة، لم ينشر الجيش الجزائري سوى بيانه الغامض الذي يخفي من الحقائق أكثر مما يكشف.

بمعنى آخر، لا هجوم ولا اختراق، فقط حادث عرضي! ولكن مهلا، هذا ليس كل شيء، فهناك من زاد الطين بلة...

جبهة الأزواد تفسد الرواية!

وكأن القدر قرر أن يحرج الجيش الجزائري أكثر. فقد ظهر مقاتلون من جبهة تحرير الأزواد بفيديو يوثق اللحظات الأولى بعد تحطم الطائرة، يؤكدون فيه أنهم هم من أسقط الطائرة المالية!

فكيف إذن يدّعي الجيش الجزائري أنه هو من نفذ العملية؟ وإذا كان فعلا قد أسقطها بعدما اخترقت حدودها بكيلومترين، فماذا يفعل هؤلاء الأزواد داخل التراب الجزائري؟ وأين مزاعم جيش شنقريحة بحماية الحدود البرية والجوية والبحرية من أي تهديد يمس بالسيادة الوطنية؟

«نصر كارتوني» وجيش بلا إنجازات

بينما كان الجزائريون يبحثون عن الحقيقة، غرق الإعلام الرسمي في حفلة تطبيل هستيرية، واصفا الحادث بأنه « دليل على يقظة القوات الجزائرية »، وكأن إسقاط طائرة مسيرة غير معادية على بعد كيلومترين من الحدود إنجاز عسكري عظيم! لكن بدلا من أن يتحول الأمر إلى قصة بطولية، أصبح مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه الجزائريون بأنه « أسوأ كذبة أبريل في تاريخ الجيش ».

إذ لم يفوت الجزائريون الفرصة للتندر على هذه المهزلة، فانتشرت التعليقات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي. أحدهم كتب: « على الأقل لو كانت الكذبة مدروسة! كيف تسقط طائرة مغربية في مالي؟ فيما علّق آخر: « إذا كان الجيش الجزائري يريد فعلا إسقاط شيء، فليسقط أسعار البطاطا أولا ».

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الثلاثاء فاتح أبريل بتحليلات وتأويلات تصب كلها في اتجاه التشكيك في رواية الجيش الجزائري.

وكتب حمزة بوست، وهو مدون مهتم بعلاقات المغرب الخارجية وملف الصحراء المغربية، تحليلا في حسابه على منصة X خلص من خلاله إلى أن الجزائر وجدت نفسها في موقف محرج لأنها متورطة في تسليح حركة الأزواد، وادعت إسقاط الطائرة المالية بدعوى اختراقها للحدود من أجل درء أي اتهامات بالتورط غير المباشر في الحرب بين الأزواد ومالي.

وأكد هذا المدون الذي يحظى حسابه بمتابعة كبيرة، أنه « في غياب أدلة واضحة من الجيش الجزائري، تظل رواية جبهة تحرير الأزواد الأكثر مصداقية، مما يعزز الشكوك حول تورط الجزائر في تسليح الحركة ودعمها بشكل خفي ».

الجيش بين الوهم والواقع

إن محاولة الجزائر خلق نصر عسكري وهمي ليست سوى نموذجا آخر لتخبط المؤسسة العسكرية الجزائرية، التي تحاول التغطية على أزماتها الداخلية والخارجية عبر بطولات مصطنعة.

وفي الوقت الذي يحقق فيه المغرب نجاحات دبلوماسية وعسكرية حقيقية، لا يجد الجنرالات في الجزائر سوى الأكاذيب لصناعة « انتصارات » وهمية لا يصدقها أحد سوى إعلامهم الرسمي.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 02/04/2025 على الساعة 14:06

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800