أمام حشد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، ظهر وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، وهو يقوم بزيارة تفقدية للأسواق، بعدما بلغه صراخ وتذمر المواطنين الجزائريين من غلاء أسعار الموز، عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وحرص الوزير وهو يصرح ويوزع النظرات بين عدسات الكاميرات، على استخدم كلمات رنانة تدغدغ مشاعر المواطنين الذين اكتووا بنار غلاء فاكهة الموز، فطفق يستنكر ويندد بهذا الغلاء متوعدا المضاربين بـ »الضرب بيد من حديد »، ثم قال بلهجة المغلوب على أمره: « من غير المعقول أن نستورد الموز بنصف دولار (حوالي 60 دج) ثم نجده يباع في الأسواق بـ470 دج!».
وأثار هذا التصريح حفيظة عدد من الجزائريين في تعليقاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعابوا على الوزير « جهله » بما يجري في السوق، وتعليقه لسبب الغلاء على مشجب المضاربين، في وقت لم يجد الوزير من ينبههن من بين الحشد المرافق له، إلى أن منصبه يحتم عليه تتبع مراقبة الأسعار ومحاربة المضاربة والاحتكار.. من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطنين.
عذر أقبح من زلة
« لهينا في رمضان بالبطاطا والقرعة والطوماطيش.. وتخلينا على البنان، والبعض استغل المناسبة وطلع البنان لـ480 دج.. »، هكذا برر وزير التجارة سبب غلاء سعر الموز، إذ اعترف بأنه « انشغل » بمراقبة أسعار الخضر خلال شهر رمضان، فاستغل المضاربون فرصة انشغاله ليرفعوا أسعار الموز إلى مستويات قياسية.
لكن يبدو أن الجزائريين لم يصدقوا هذا « العذر »، إذ واجهته الكثير من التعليقات الساخرة التي تستفسره عن جدوى انشغاله بمراقبة الخضر مادامت أسعارها هي الأخرى مشتعلة طيلة رمضان.
وحمل مواطن جزائري يدعى فايق، مسؤولية غلاء الموز للوزير نفسه، حيث كتب معلقا: « الوزارة هي من اختار المستوردين وتعطيهم رخص الاستيراد ياسيادة الوزير .وانتم أول من يتحمل مسؤولية ما يحدث ! ». وأردف جزائري آخر يدعى حفيظ معلقا تحت الفيديو الذي بثته قناة الشروق الجزائرية، قائلا بلهجة استنكار: « مكاش رقابة تع أسعار معاكم نتوما.. انت واش راك دير هنا وين راه وزير التجارة هادا حتي واحد ماراه يمثل فينا.. عيب عليكم حسبنا الله ونعم الوكيل ».
المقاطعة هي الحل
لم يجد وزير التجارة الجزائري من حل لأزمة غلاء الموز سوى دعوة المواطنين الجزائريين إلى مقاطعة هاته الفاكهة، وهي الدعوة التي جرت على الوزير الكثير من التعليقات الساخرة والمنتقدة، مثل عادل الذي يبدو أنه غير مقتنع بأداء وزراء حكومة بلاده فكتب يقول: « أنت يا وزير البنان رئيس دائرة وبزاف عليك.. ولا راجل في مكانه الأصلي ». وفي ما يشبه استسلاما للواقع المر الذي بات يعيشه فيه الجزائريون، كتب مواطن آخر ويدعى أمين: « الموز ياكلوه الوزارا.. أما الشعب الحليب وملقاوهش ».
ورد مواطن يدعى مختار عثمان على دعوة المقاطعة قائلا: « تركنا لك الموز يا الشبعان.. أما حنا المساكين خلي لنا غير العدس واللوبيا والحمص.. ».
وأمام السخط العارم الذي خلفته تصريحات وزير التجارة أكثر مما سببه غلاء الموز للجزائريين، انبرت مجموعة من وسائل الإعلام الجزائرية، في ما يشبه التطبيل الفج لخرجة وزير التجارة، إلى نشر وبث مقالات تمجد ما قام به الوزير، الذي لم يقم سوى بتعليق فشله على المضاربين.
« لا ارتفاع في أسعار الموز مستقبلا »، تحت هذا العنوان الذي يبيع لقارئه الوهم، كتبت جريدة « الشروق » مقالا تمجد من خلاله « الإجراءات » التي قامت بها وزارة التجارة وترقية الصادرات في سبيل جعل أسعار الموز « في متناول » الجزائريين. غير أن تعليقات الجزائريين صبت كلها في اتجاه واحد، وكأن لسان حالهم يقول: « على من تكذبون؟ »